انتاج كتابي حول التضامن مع فلسطين
شاركت في قافلة خيرية اتّجهت صوب فلسطين لمؤازرة الشعب الفلسطيني معنويا
وماديا والوقوف على معاناتهم .
وعند وصول الحافلة ، تهلّلت أساريري وعشّش الفرح في قلبي،لكن عند
نزولنا،كانت صدمتنا قويّة : إنّه حيّ يشبه عجوزا كالحة الوجه ، فالأرض تبكي دما ،
والشوارع ينعق فيها البوم حزنا ... بكيت كما تبكي الأمّ الثكلى ، فقد هوت نفسي إلى
قبّة الصخرة ، على تل الزيتون ، إلى المسجد الأقصى المبارك ... لكنّ أشجار الزيتون
تنتصب شامخة تتحدّى صولة الزمن . أمسكنا بجوازات سفرنا بأيدينا من أوّل بوّابة
صهيونية ، وفُتشنا عيد المرّات ، لكنّنا كنّا عازمين على مواصلة الرحلة ... فجأة
سمعنا دويّ الرّصاص وتصاعد الدخان ، وشاهدنا عملية كرّ وفرّ ، وانبعثت رائحة خانقة
رائحة الغازات المسيلة للدموع ...بعد جهد جهيد ، وصلنا المدينة المقصودة ، فرحّب
بنا سكّانها أيّما ترحيب ، وتعالت الزغاريد الفلسطينية المشيعة للشهداء ... قدّمنا
ما استطعنا من إعانات وشاركنا المجاهدين أفراحهم وأحزانهم ومآكلهم الشهية ، وحملنا
أغصان الزياتين في أيدينا وقفلنا راجعين ...
لقد أنشدت السيدة "
فيروز " أغنية القدس زهرة المدائن ، إنّها والله لكذلك ! فمتى
يزول الاحتلال ويفيق المسلم والعربي من سباته الذي طال أمدا طويلا