انتاج كتابي العصفور الجريح
انتاج كتابي العصفور الجريح
يوم الجمعة كنت عائدة من المدرسة . كان يوما ممطرا ، باردا ، قارسا : زمجر فيه الرّعد ولمع البرق وهطلت المطر بغزارة.
وإذا بي في الطريق أجد عصفورا مسكينا يتألم ويتوجّع ، أشفقت عليه ثم
حملته لأرى ما يؤلمه. يا إلاهي ! إنّ جناحه مكسور! يا للمسكين !
وفجأة خطرت ببالي فكرة جيدة : أن أحمله معي إلى بيتي وهكذا أعالجه وأضعه في
ركن من البيت ، ركن آمن دافئ ليشعر بالراحة ولا يقلقه شيْء . ولا شكّ أن أمّي
ستحبّه كثيرا وتقبل آن يدخل البيت .حملته بين ذراعي برفق وحنان ووضعته داخل جيبي
لكي لا تبلله الأمطار . أسرعت إلى البيت بخطى حذرة لكي لا يسقط و أنا أقول له:
ـ لا تقلق يا صديقي! لا تقلق يا مسكين! فأنت ذاهب إلى حيث الأمان والحنان! ستصبح صديقي.
قلت هذا و أنا على ثقة بالنفس,وكم غمرتني الفرحة عندما أجابني بزقزقات
تعبّر عن فرحه...
ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان عندما خطوت الخطوة الأولى في المنزل : لقد
تحوّل الفرح إلى حزن والسعادة إلى همّ ، فأمّي رفضت إدخاله البيت قائلة: ـ ما هذا
الذي أتيْتِ به يا بنيتي؟
ـ هذا عصفور مكسور الجناح ، لقد أشفقت عليه يا أمّاه.
ـ لن يدخل البيت أبدا ، أنا أُدخل عصفورا بريا في منتهى القذارة ،
لن أدخله أخرجيه الآن هيّا! قالت هذا بغضب شديد.
ـ ولكن يا أمّي إنه مسكين انظري إلى جناحه المكسور
وقد صدق من قال:" ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء."
اقتنعت أمي
بهذا الكلام وقررت إدخاله بفرح وسعادة وقالت لي:
ـ جازاك الله خيرا يا ابنتي.
ـ شكرا يا أمّي !
وهكذا اعتنيت
به عناية فائقة حتّى التام جرحه . وبعد مدّة ليست بالقصيرة ، جاء اليوم الموعود
الذي أطلقت فيه العصفور عاليا في السّماء ... كان يزورني كلّ يوم اعترافا بالجميل
... وبينما كنت يوما حزينة مالّة جاءني يرافقه سرب من الطيور وغنوا لي أغنية جميلة
. فرحت كثيرا ذلك اليوم وبقي في ذاكرتي لم أنسه أبدا وأصبح لي يوما مثاليا
وتاريخيا وبقيت احكي عنه حتى سنحت لي الفرصة عندما كبرت وأصبحت كاتبة مشهورة
كتبت قصّة " فاتن والعصفور الصغير" وكم كانت فرحتي عندما شجّعتني أمّي
على هذا العمل المفيد الجيد .
وذات يوم قلت
في نفسي : يا ترى أين العصفور؟
قلت هذا
متمنّية أن يأتي ..............
فاتن
الناعــس