انتاج كتابي حول إنقاذ عصفور
 |
انتاج كتابي حول إنقاذ عصفور |
انتهينا من الدرس فرنّ الجرس
وخرجت من المدرسة رفقة صديقتي كعادتنا في ذلك اليوم الشتائي الممطر الذي كادت
فيه الرياح ان تأتي على كل شيء فلا ترانا الا ونحن نقفز بين الرصيف والطريق
لكثرة المياه.
حينما
فارقت صديقتي سالكة طريقا مختصرة متجنبة برك المياه ، إذا بعصفور جريح ذي لون
رمادي وريش ناعم واقعا تحت شجرة . أسرعت نحوه وحملته بين يدي ألاطفه حينا وأمسح
على رأسه حينا آخر وهو ينظر إلىّ بنظرة عطف وحنان كأنه يقول:" أنقذني من
الموت." قلّبته يمنة ويسرة حتى اكتشفت أنه مكسور الجناح . تألمت لحاله
وأشفقت عليه فأخذته معي الى البيت...
وعند دخولي ، اعترضتني أمّي
وكأنها كانت تعرف كل ما حدث قائلة :" ما هذا الذي بيدك يا بنيتي وكيف
عثرت عليه ؟ "
قلت وأنا واثقة من نفسي
:" هذا عصفور عثرت عليه في الطريق وسأسعى لمداواته."
ردّت أمي وعليها علامات الغضب
:" أنا أرفض فكرتك إنه يحمل لنا الجراثيم ، وأختك الصغرى لن تتركه
لحاله."
وبعد حوار طويل أقنعتها خلاله
بضرورة الرفق بالحيوان عملا بالقول المأثور : ارحموا من في الأرض يرحمكم
من في السماء
شكرتها على تفهّمها ومساعدتي
على القيام بما عومت عليه ...
و بعد أسبوع من العلاج استرجع
العصفور عافيته فأطلقت سراحه في الفضاء الرحب ملقيا علىّ نظرة الوداع ثم طار...
نورس العقربي
|