-->

انتاج كتابي حول الحفاظ على البيئة

 حلّ فصل الربيع سيد الفصول ، فخرجت إلى الغابة ، فإذا هي حديقة غنّاء تكسو أرضها أعشاب خضراء والأشجار المورقة حبلى بالثمار ، والعصافير تزقزق والفراشات ترفرف هنا ومناك ، وما زاد المنظر روعة خرير المياه كأنّها قطع موسيقية...
سرت مبهورة بما خلق الرحمان فأحسن خلقه ، فإذا بي أرى طفلا يكسّر أغصان شجرة مازالت في طور النموّ ، فتألّمت لتصرّفه وصحت :
ــ ماذا تفعل ؟
تجاهلني ولم يعرني انتبها فأعدت السّؤال ، عندها ردّ غاضبا : " ألا تريْن أنّي أكسّر الأغصان ؟ "
ــ ولماذا ؟
ــ وما شأنك أنت ! هيّا ابتعدي من هنا !
ازداد غضبي ولم أتمالك نفسي عن الكلام وقلت :
ــ ألا تعرف أنّ هذه الأغصان هي فروع الشجرة تغذّيها وتحمل ثمارها وأوراقها ؟ ألا تعلم أنّها تعطينا ظلالها نستظلّ بها حرّ الصيف ،وفيها تبني العصافير أعشاشها ، وتزوّدنا بالخشب والفحم ؟ فحسب رأيك ممّ صنع الكرسي الذي تستريح عليه والطاولة التي تدرس عليها ؟ أليس كلّ هذا من خشب الشجرة ؟ وألا تعلم أنّك حيّ بفضلها ؟
ــ وكيف ذلك ؟
ــإنّها تزوّدنا بأكسجين الحياة ، تصوّر لو يقطع كلّ شخص مثلك أغصان الأشجار ويعبث بها دون فائدة  عندها ستكون حتما نهاية العالم ! سيتلوّث الهواء ولن يبقى الأكسجين .عندئذ هل سنستطيع العيش ؟ بالطبع لا ،لهذا يحرص البشر دائما على غرسها بكثرة لما لها من منافع على الصحة بتوفيرها لأغذية الوقاية . فكيف تفعل بهذا الكنز الثمين هكذا ؟
طأطأ الولد رأسه متأسّفا شاكرا متعهّدا بالاعتناء بها وإصلاح خطئه ، فشجعته على ذلك وانصرفت والفرح يملأ قلبي لأنّي استطعت أن أوجّه هذا الطفل لحماية البيئة كي يصبح عنصرا فعالا ومفيدا لمجتمعه