خلاصة محور العمل : الأخلاق المهنية و شروط النجاح في العمل
III - إدراك الأخلاق المهنية و شروط النجاح في العمل:
النجاح في العمل يتطلب مراعاة الأخلاق المهنية فكما يقول شوقي: إنّما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
و أهم هذه الأخلاق المهنية :
• الإتقان في العمل و الإخلاص في أدائه:
. إتقان العمل يعني:
- أداء العمل دون خلل فيه
- الالتزام بمتطلبات ذلك العمل بالتقيد بضوابط و تقنيات معيّنة
- أداؤه في الوقت المحدد دون تأخير
- التفكير في تطوير ذلك العمل حتى لا يبقي العمل ضمن مستوى جامد
- العمل المتقن هو المصدر الأساسي لاعتزاز المرء و فخره و معيار ثقته بنفسه فالعمل المتقن إذن اهو السبيل الأوحد لبناء الذات و إرساء دعائم المجتمع أمّا التقاعس في العمل فهو سلوك مناف لمبادئ الضمير المهني لأنه يؤدي حتما إلى إهمال مصالح الفرد و الجماعة
- كل الأديان و الشرائع تحث على الإخلاص في العمل و السعي لإتقانه و إنجاحه بدليل
قوله (ص) «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه» و يقول أحمد شوقي
أيها العمال أفنوا العمر كدا و اكتسابا
واعمروا الأرض فلولا سعيكم أمست يبابا
أتقنوا يحببكم الله و يرفعكم جنابا
إذن فعلى العامل أن يُسخر طاقته للمساهمة في تحقيق الرقي الاجتماعى فيتقن عمله ولا يكون هدفه من العمل تحصيل الكسب المادي فقط لأن العمل فضيلة و واجب و عدم إتقانه يسيء إلى سمعته ويعيق التقدم ويضر بالاقتصاد و ذلك يتنافى مع كل المعايير الأخلاقية و يعتبر نوعا من الغش الذي نهانا عنه ديننا يقول الرسول (ص): « من غشنا فليس منا
. من مظاهر المحافظة على الضمير المهني الالتزام بالضوابط المهنية كاحترام العامل الأوقات العمل و التسلح بالإرادة التي تردع النفس عن الغش و الخمول والكسل فقد اعتبر عباس محمود
العقاد أن العمل و الإرادة «مظهران من قوّة النّفس فإذا امتلأت النفس بالقدرة على الإرادة امتلأت بالقدرة على العمل في وقت واحد »
- من العوامل المساعدة على إتقان العمل ضرورة حب العامل له لتحقيق النجاح فيه فلا يكتنفه الإحساس بالملل و الضجر و هو بصدد القيام به بل يؤديه وهو يحس بأنه يبني مجدا مهما كان نوع العمل الذي يمارسه لأن حب العمل يؤدي إلى الإبداع و الخلق فيبتكر العامل منتوجا جديدا أو يبتكر بعض أساليب إنتاجية تكون ثمرة جده و إخلاصه فتعود بالفائدة عليه و على المجتمع و هذا ما يؤكده ميخائيل نعيمة في قوله «إن العمل الخلاق هو الصلة الأقوى والأبقي بين الإنسان والكائنات و بين الإنسان و الإنسان» . و هذه الأخلاق المهنيّة إذا توفرت في العامل تستوجب تمتعه ببعض الحقوق كحقه في المقابل المادي الذي يستحقه عملاً بقول الرسول (ص) «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه» كذلك احقه في الحوافز المادية و الترقيات وكذلك تمكينه من اوقات فراغ تساعده على تجديد طاقته وتوفير ضمانات للعامل للوقاية مثلا من الحوادث و حمايته من كل أشكال التسلط و الظلم التي يمارسها رب العمل عليه كالطرد التعسفي مثلا
فاتقان العامل لعمله رهين تمتعه بحقوقه و التي بدورها تسقط إذا أخل بواجباته..
IV- إدراك أهمية الترفيه و تجديد الطاقة للعمل :
كان قديما ينظر لوقت الفراغ على أنه عدد الساعات الضائعة إلا أن الأستخدام الآخذ في النمو المصطلح وقت الفراغ يعد مؤشرا قويًا لتغيير النظرة لمفهوم وقت الفراغ و اعتباره وقتا لاكتساب القيم و الترويح عن النفس و اكتساب المهارات.
ولا يجوز اعتبار وقت الفراغ في هذا العصر مسألة ثانوية يمكن التقليل من أهميته و قيمته بالنسبة الى الإنسان و المجتمع فقد قال سقراط: "إن وقت الفراغ لهو أثمن ما نملك. "
- و مع تعقد الحياة و تطور المجتمعات بات وقت الفراغ و الترفيه مطلبا إنسانيا ضروريا خام بالنسبة إلى العامل مما يؤكد أن حياة الإنسان ليست عملا متواصلا لان الأنفس ترهق كما ت الأجساد و هذا ما يؤكده الرسول (ص) بقوله: «روحوا عن أنفسكم ساعة بعد ساعة فإن النّفوس إذا كلت عميت »
- الترفيه يساهم في تجديد الطاقة للبدء في العمل من جديد بكل نشاط و همة و هذا ما يؤكده الشاع معروف الرصافي عن أهمية دور الترفيه في قوله:
لا بد من هزل النّفوس فجدها ---تعب و بعض مزاجها استجمام
فإذا شغلت العقل فاله سويعة--- فاللهو للعقل الطليح جمام
- فهب أن الإنسان يعمل بدون توقف فسيصبح عندئذ عبارة عن آلة فالإنسان إذن يحتاج إلى الراحة بالفطرة ليواصل عمله و يجدد طاقته فيكون الترفيه كالينبوع المتفجر بعد ظما شديد للعمل و هذا الظمأ يوفر راحة نفسية و طمأنينة ضروريتين للعمل الهادف وكذلك يروض العقل و القلب فبعد وقت الراحة و الترفيه يحس الإنسان لذة لا تضاهيها لذة في الكون و عندما يحس بتلك المتعة يقبل على عمله بروح ابتكارية جديدة متجددة
- أوقات الفراغ و الترفيه حل إذا أدركنا كيفية استغلالها استغلالا مفيدا جيدا و من هذا المنطلق وجب على الإنسان صرف أوقات الفراغ لغاية نبيلة مجدية كما يقول أحمد أمين «يجب أن تخضع
أوقات الفراغ الحكم العقل كأوقات العمل» . فشتان بين من يقضي وقت فراغه في المقاهي و بين من يقبل على نشاط ثقافي أو رياضي فماا أسخف من يقول إنّه يقتل الوقت لأنه و كما يُقال «الوقت هو الحياة » إذن فهو يقتل الحياة.
- من لا يفهم قيمة وقت الفراغ و كيفية استغلاله يقع فعلا في مخاطر أهمها الملل و الضجر وقد يؤدي ذلك إلى التحلل من كل القيم الأخلاقية الرادعة فينجرف الإنسان وراء السخافات و بالتالي
الإنحراف.
- ضرورة التفكير جيدا في استغلال أوقات الفراغ لأنّها شبيهة برئة ثالثة تمنح الإنسان مزيدا من الطاقة المتجددة و مجالات التوظيف الإيجابي الأوقات الفراغ عديدة منها ممارسة هواية هادفة و
الانخراط ضمن الأنشطة الثقافيّة أو الأنشطة الاجتماعية الجامعة بين الترفيه و الافادة
V- التعرف إلى مهن جديدة و متجددة
عرف العصر الحديث تغيرات تكنولوجية مذهلة أفرزت مهنا جديدة و متجددة بفضل طغيان الآلة و التكنولوجيا على أغلب مجالات العمل رغبة من الإنسان في مواكبة التطور و مجال الإبداع
فظهرت مهن جديدة و أوشكت أخرى على الاضمحلال كالصحافة الورقية التي أوشكت على الانقراض، و تم تعويضها بالصحافة الإلكترونية فالحاسوب أطاح بمهن عريقة ( الرقن الخط - التصميم - الرسم...) و مع إنتشار الأنترنيت و تربعها على عرش كل بيت بات لزاما على الأسر وجود من يقوم بصيانة الحواسيب إذا أصابها أي عطب فظهرت مهنة المصاحبة التكنولوجية فتكون المهنة الجديدة مرتبطة حتما بمتطلبات العصر و دواعي التطور إلى جانب محافظة بعض المهن على وجودها فهي حية متجددة تجذر الإنسان في واقعه كبعض الحرف ولعل أهمها الصناعات التقليدية التي خضعت هي ذاتها إلى التطوّر و لكنها بقيت معلنة وجودها ولم تنقرض و إن وجود هذه المهن الجديدة المتجددة من شأنه أن يبعث في الشباب الأمل والتفاؤل فتكون هذه المهن علاجا لمشكلة البطالة و التوجيه نوع الدراسة التي يقبل عليها الطلبة فيكون بذلك نوع العمل مرتبطا بمتطلبات العصر و حاجياته فالتطور التكنولوجي بذلك يسهل على المبدع إلحاق تجديد ببعض المهن فيكون بمثابة من يبث الحياة في شيء أوشك على الاندثار فيتحقق بذلك التلاقح و التفاعل بين الماضي والحاضر.
مهن جديدة متجددة:
. العمل بالمنازل عبر الأنترنيت
- البيع و الشراء عبر الانترنيت
- التعليم بالجامعة الافتراضية
- مفاهيم المصارف الالكترونية
. متابعة البورصات
- شراء الأسهم عبر الانترنيت
- بيع الأعمال الفكرية
. التواصل عبر المالتيميديا
- تصميم الشبكات
- تصميم المواقع الانترنيت
- مكاتب البرمجة و إدخال النصوص ...