-->

البلاد التونسيّة - المجال السّياحي

المقدّمة:
تعتبر القطاع السياحي أهمّ القطاعات الخدميّة تطوّرًا في البلاد التونسيّة في النصف الثاني من القرن العشرين.
- فما هي مؤهّلات المجال السياحي التونسي وما هي الأطراف المتدخّلة في تنظيمه؟
- وما هي خصوصيات هذا المجال السياحي وما هي رهاناته؟
I-       مؤهّلات المجال السياحي التونسي والأطراف المتدخّلة فيه:
1)مؤهّلات المجال السياحي التونسي:
يوفّر المجال التونسي إمكانات هامّة للقطاع السياحي أهمها:
- تعدّد المعالم والمدن الأثريّة القديمة ( آثار و مدن رومانيّة مثل قرطاج, الجم, سبيطلة, دقّة, كركوان, بولاريجيا...)
- تعدّد المعالم والمدن الإسلاميّة (القيروان, سوسة, تستور, المهديّة, تونس...)
- مشاهد طبيعيّة مثل مخنق واد ثالجة و مجال الغابات الجبليّة بالشمال الغربي التونسي.
- شساعة المجال الصحراوي الذي تتخلّله بعض الواحات خاصّة في توزر ودوز.
- سكن بربري مثل دويرات و مطماطة...
- شواطئ رمليّة ممتدّة خاصّة في نابل وسوسة و المنستير والمهديّة وجربة وجرجيس.
- بنية تحتيّة متطوّرة ومتنوّعة ( شبكة طرقات تربط بين مختلف أقاليم ومدن البلاد. 6 مطارات دوليّة. تعدّد الموانئ, ...)
- وفرة الخدمات البنكيّة والاتصاليّة: تعدّد الفروع البنكيّة ( 823 سنة 2001) وشبابيك البريد ( 1068 سنة 2001) ومراكز الانترنت ( 300 سنة 2003) تطوّر شبكة الهاتف.
    مؤهّلات هامّة تعمل العديد من الأطراف لاستغلالها لتطوير القطاع السياحي.
2)     الأطراف المتدخّلة في تنظيم المجال السياحي التونسي:
            ‌أ)– الدولة:
يتمثّل دور الدولة في تنظيم المجال السياحي في:
- إحداث " الشركة الفندقيّة والسياحة التونسيّة" المتخصّصة في تشييد الفنادق والنزل سنة 1959( 90 % من إجمالي طاقة الإيواء سنة 1962).
- تشجيع مباشر للاستثمار الخاص في القطاع السياحي من خلال تقديم امتيازات جبائيّة وماليّة للباعثين الخواص في هذا القطاع.
- تشجيع غير مباشر للمستثمرين الخواص في هذا القطاع من خلال:
·    إحداث الوكالة العقاريّة للسياحة التي تتولى اقتناء الأراضي للقطاع السياحي.
·    التكوين المهني والتعليم العالي في الاختصاصات التي يحتاجها هذا القطاع (معاهد التكوين المهني والمعاهد العليا للدراسات التكنولوجيّة).
·    الإشهار.
·    الإقراض البنكي.
- تخلّي الدولة عن بناء الفنادق سنة 1971 لفائدة الخواص.
       ‌ب)– الخواص:
- بداية دخول الخواص في الاستثمار في القطاع السياحي سنة 1966.
- بداية من سنة 1975 دخل الخوص الأجانب في الاستثمار في القطاع السياحي(بنوك فرنسيّة, شركات تامين فرنسيّة وسويسريّة ودانمركية ورؤوس أموال من الكويت والإمارات العربيّة المتّحدة وقطر والسعوديّة..).
- أهمية الاستثمارات الأجنبيّة الخاصّة في القطاع السياحي التي بلغت 320 مليون دينار سنة 2003(رغم تراجعها نتيجة تأثرها الشديد بالظرفيّة العالميّة).
II-    خصوصيّات المجال السياحي التونسي ورهاناته:
1)  – خصوصّيات المجال السياحي التونسي:
              ‌أ)   – التركّز المجالي للقطاع السياحي:
- تتركّز الأنشطة السياحيّة بالبلاد التونسيّة – حسب طاقة الإيواء - أساسا على السواحل الشرقيّة في المناطق السياحيّة التالية:
·         نابل – الحمامات.
·         سوسة - القيروان.
·         قابس – جربة – جرجيس.
·         تونس – زغوان.
·         صقانس – المنستير.
·         المهديّة – صفاقس.
- محدوديّة الأنشطة السياحيّة بالمناطق الداخليّة ( قفصة – توزر- قبلي, طبرقة – عين دراهم)
          ‌ب)   – تحوّلات المجال السياحي التونسي:
تتمثّل أهم التحوّلات التي شهدها المجال السياحي التونسي في:
·   تنويع المنتوج السياحي التونسي: بدا العمل به منذ السبعينات من خلال:
-         تنمية الموانئ الترفيهيّة.
-         تنمية ملاعب الصولجان.
-         تشجيع سياحة المؤتمرات خاصّة بالعاصمة.
-         تنمية السياحة الصحراويّة.
·   اعتماد نموذج جديد للتهيئة السياحيّة يقوم على إحداث محطّات سياحيّة مندمجة ( فنادق, فيلاّت, شقق, تجهيزات مختلفة) في المناطق السياحيّة الساحليّة ( القنطاوي بسوسة, المنستير, قمّرت بالعاصمة, الحمامات, طبرقة, عين دراهم...) للحد من تبذير المجال.
2)  رهانات المجال السياحي التونسي:
تتمثّل رهانات المجال السياحي التونسي في:
                ‌أ)- استقطاب السياحة الأجنبيّة والداخليّة: من خلال:
·    تنويع الأدفاق السياحيّة باتجاه البلاد التونسيّة بالتعريف بالمنتوج السياحي التونسي عن طريق وكالات الأسفار وشبكات الاتصال والإعلام ( التلفزة والفضائيات, الصحف والمجلاّت, الأنترنات...)
·    تنمية السياحة الداخليّة التي بلغت 2.8 مليون ليلة سنة 2003.
·    بعث مشاريع تهيئة مناطق سياحيّة جديدة تفوق طاقة إيوائها الجمليّة 60 ألف سرير بقبرص, وقليبية, غار الملح, تونس الشماليّة, جزر قرقنة...
           ‌ب)الحد من بعض المشاكل البيئيّة: تتمثل هذه المشاكل البيئيّة في:
·   تفاقم مشكلة تعرية السواحل الرمليّة نتيجة بناء النزل قرب الشواطئ وإزالة الكثبان الرمليّة الشاطئيّة.
·   تلوّث الشواطئ بمياه تصريف النزل.
·   ضخامة استهلاك المياه (مسابح, حدائق, ملاعب الصولجان) على حساب الحاجات الفلاحيّة للمياه.
الخاتمة: ساهم القطاع الفلاحي في تنظيم المجال التونسي وتنشيط الاقتصاد بما يوفره من مواطن شغل ومن عملة صعبة, لكنّه يساهم في المقابل في تعمّق التفاوت الاقتصادي والسكاني بين أقاليم البلاد التونسيّة.