-->

الجنوب: البلدان الأقل تقدّما بالساحل الإفريقي - حصيلة التنمية

المحور الثالث:           الجنوب: البلدان الأقل تقدّما بالساحل الإفريقي
المستوى: الرابعة آداب
الدرس 22:                                       حصيلة التنمية
التوقيت: ساعتان
أهداف الدرس
الأهداف المعرفية:
أن يدرك التلميذ محدودية المسار التنموي المتبع من قبل هذه البلدان والذي لم يحقّق التنمية.

الأهداف المهارية:
تدعيم مهارة استقراء الصور

الأهداف الوجدانية والسلوكية:
أن يكون التلميذ واعيا بخطورة الاعتماد على المساعدات الخارجية

تخطيط الدرس
مقدمة
  1. مستوى تنمية بشرية محدودا جدّا.
1.   دخل فردي ضعيف جدّا.
2.   وضع غذائي وصحّي صعب.
3.   انتشار الأمية.
  1. بنية اقتصادية هشّة
1.   نمو اقتصادي متذبذب.
2.   فلاحة عاجزة عن تحقيق الاكتفاء الغذائي الذاتي.
3.   أنشطة حضرية ضعيفة
               III.تجارة خارجية ضعيفة وتعويل مفرط على المساعدات الخارجية
1.   موازين تجارية عاجزة
2.   تعويل مفرط على المساعدات الخارجية.
خاتمة
التمشي البيداغوجي
المكتسبات
اعتماد المدخل + وثيقة 1 و2: عدد بلدان الساحل الإفريقي وخاصياتها العامة.


وثيقة 3: بيّن مستوى الدخل الفردي لدول الساحل الإفريقي.


وثيقة 5 و6: كيف تبرز المقدرة الشرائية بهذه البلدان وعماّ تكشف؟
وثيقة 7: استخرج مجالات التباين في مستويات الدخل والقدرة الشرائية ودرجة الفقر.

وثائق 8 و9 و10: كيف يبرز لك الوضع ألغدائي بدول الساحل الإفريقي؟


وثائق 13 و14 و15ك بيّن حقائق الوضع الصحي لهذه الدول.

وثائق 16 و17 و18: حدّد مستويات التمدرس والأمية بدول الساحل الإفريقي.





وثائق 19 و20 و21: بيّن خصائص النمو الاقتصادي لهذه الدول.







الصور والوثائق 22 و24 لإبراز خصائص القطاع الفلاحي بدول الساحل الإفريقي.









حدّد حصيلة التنمية الفلاحية ( المكاسب والنقائص ).

وثائق 32 و38 ك أبرز مكونات الاقتصاد الحضري.
أدرس القطاع غير المهيكل على مستوى التركيبة والدور الاقتصادي والاجتماعي.

حدّد مكانة الصناعة العصرية بالاقتصاد الحضري لهذه البلدان.






وثائق 39 و44: استخرج مظتهر ضعف التجارة الخارجية للبلدان الأقل تقدما بالساحل الإفريقي.




















وثائق 45 و 48: أدرس المساعدات العمومية على مستوى المصدر والتطور ومجالاتها.







مقدمة
تتكوّن البلدان الأقل تقدما بالساحل الإفريقي من 9 بلدان( الرأس الأخضر وموريتانيا وغمبيا والسنيغال وتشاد وغينيا بيساو وبوركينا فاسو ومالي والنيجر ) وتمتدّ جغرافيا على مساحة شاسعة تقدّر بـ 5 مليون كلم 2 وتضم حوالي 68 مليون ساكن سنة 2005.
رغم سعيها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية منذ حصولها على استقلالها السياسي في الستينات القرن الماضي في إطار جهود مشتركة فإن هذه الحصيلة لا تزال متواضعة بل تراجعت في بعض الميادين.
I.      مستوى تنمية بشرية محدودا جدّا.
1.  دخل فردي ضعيف جدّا.
-        لا يمثل سوى 1,4 % من الناتج الداخلي الخام لفرنسا.
-        لا تتجاوز أعلى حصّة للفرد من الناتج الداخلي الخام 750 دولار في السنة إلاّ في الرأس الأخضر.
¬ تواضع معدّل القدرة الشرائية للفرد: معدل القدرة الشرائية للفرد بالدول النامية و5 % من المعدل بالدول المتقدمة.
-        تزايد نسبة الفقر المدقع* من 42 % سنة 1981 إلى 47 % سنة 2002.
-        تباين معدلات القدرة الشرائية للفرد داخل هذه المجموعة بين البلدان وبين المدن والأرياف وبين الفئات الاجتماعية (متوسط دخل سكان الأرياف يساوي نصف متوسط دخل سكان المدن¬ سكان الأرياف أكثر عرضة للكوارث ).
Ü فوارق  مثلت معيقات أساسية أمام تحقيق التنمية.
2.  وضع غذائي وصحّي صعب ومتباين داخل المجموعة
‌أ.      محدودية استجابة هذه البلدان للحاجيات الأساسية لسكانها .
‌ب.  تردي الوضع الغذائي حيث انتشار المجاعات وتواترها خاصة مجاعات 1980 و2005.
‌ج.    عدد المصابين بالمجاعة يقدّر بـ 3 مليون نسمة من بينهم 800 ألف طفل. نجمت المجاعة عن تزامن الجفاف مع الجراد مما أدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب ( الدخن والأرز ) والأعلاف ¬ انهيار أسعار الحيوانات ووفاة الكثير منها، وتأخر المساعدات الحكومية Ü عجز الفئات الضعيفة على مجابهة الوضع.
‌د.     يعاني السكان من نقص كمي ونوعي في التغذية ¬ تفشي الأمراض الناجمة عن سوء التغذية خاصة في صفوف الأطفال.
Ü نسبة وفياة ألطفال تتجاوز 150% في العديد من البلدان وتفشي أوبئة وأمراض عديدة كالملاريا والسل والسيدا وبقاء أمل الحياة متدنيا ( أدنى المعدلات في العالم: النيجر 44,3 سنة ).
3.  انتشار الأمية.
تسجل بهذه الأقطار أدنى نسب التمدرس* بالعالم: بالنيجر وبوركينا فاسو الأطفال لا يلتحقون بالمدارس، وحوالي ½ الأطفال بمالي والسينغال وتشاد ( تحسنت نسبة التمدرس نسبيا برأس الأخضر ) ¬ تفشي ظاهرة الأمية بكل هذه البلدان حيث تفوق 80 %  بالنيجر ومالي وبوركينا فاسو.
ترتفع الأمية خاصة في صفوف الإناث :90 % في النيجر وخاصة بالوسط الريفي .
Ü تحتلّ البلدان الأقل تقدما بالساحل الإفريقي المراتب الأخيرة حسب مؤشر التنمية البشرية*: من جملة 177 بلدا في العالم بوركينا فاسو المرتبة قبل الأخيرة سنة 2005 ﺒ 0,336.
II.   بنية اقتصادية هشّة
1.  نمو اقتصادي متذبذب.
+ تتميز بلدان الساحل الإفريقي باقتصاديات تعتمد بالدرجة الأولى على النشاط الفلاحي التقليدي وبعض الأنشطة الاستخراجية رغم محاولات التطوير والإصلاح.
+ يشهد النمو الاقتصادي بهده البلدان تذبذبا حادا رغم تحسّنه في بعض البلدان خلال السنوات الأخيرة. يفسر هذا التذبذب بتذبذب كميات التساقطات سنويا.
+ بقاء معدلات النمو السنوي للناتج الداخلي الخام للفرد ضعيفة باستثناء التشاد وموريتانيا  ( تصدير النفط ): دون 7% سنويا وهي حدّ أدنى لتحسين مستوى العيش ومقاومة الفقر حسب الهيئات الأممية.
+ تعيش هذه الأقطار تضخما ماليا* وارتفاع مواد التغذية الأساسية ( الدخن ).
2.  فلاحة عاجزة عن تحقيق الاكتفاء الغذائي الذاتي.
تمثل الفلاحة القطاع الأساسي في اقتصاد هذه البلدان وتشغل أكثر من ½ النشيطين ولا توفر إلاّ الناتج الداخلي الخام  وتحافظ على البنية الثنائية الموروثة عن الاستعمار.
          أ‌-      فلاحة تقليدية مهيمنة: تقوم على نظامين زراعيين متكاملين:
-       نظام الانتاج الزراعي الغابي بمنطقة  السافانا حيث تكون كميات الأمطار كافية ويجمع بين الزراعة واستغلال الغابة ( الخشب والعلف ) يتمّ في إطار مستغلات عائلية صغيرة الحجم وتعتمد دورة زراعية تدمج البور وتستعمل أدوات تقليدية.
-       نظام رعوي ترحالي: يهم بعض القبائل مثال "البال" و"التوارڤ" وهي قبائل رحل تعيش على تربية الماشية ( أبقار وإبل  وأغنام ) بالمناطق الشمالية الصحراوية وتشكو من تفاقم التصحر ونقص المساحات الزراعية.
        ب‌-    الزراعة العصرية: تنتشر بالسينغال والنيجر وبوركينا فاسو تتمّ في ضيعات كبيرة المساحة تعتمد المكننة والأسمدة وتقوم على زراعات صناعية كالقطن والفول السوداني والقصب السكري وتم إدماج زراعة الأرز العصرية لحل مشكل العجز الغذائي.
Ü ضعف المردود وتذبذب الإنتاج وفلاحة عاجزة عن تحقيق الاكتفاء الذاتي، لذلك تعتمد هده الدول على التوريد والمساعدات الدولية.
3.  أنشطة حضرية ضعيفة
تشهد عديد بلدان الساحل الإفريقي انفجارا حضريا رافقته تحولات اقتصادية
          أ‌-      هيمنة الأنشطة غير المهيكلة* في المدن:
تمثل أساس اقتصاد مدن بلدان الساحل الإفريقي حيث توفر أكثر من ½ الشغل الحضري وتشهد توسعا وتنوعا، وتخفف من حدّة البطالة وتسهل اندماج النازحين.
تهيمن عليها الأنشطة الخدمية كتجارة التفصيل والنقل والمطعمية إلى جانب الورشات الصناعية البسيطة.
        ب‌-    أنشطة صناعية محدودة:
حاولت بلدان الساحل الإفريقي انتهاج سياسة تصنيع تقوم على تحويل المواد الأولية المحلية النباتية والمنجمية، لكن النتائج محدودة باستثناء السينغال الذي نجح في إنشاء صناعة كيميائية تعتمد على تحويل الفسفاط وصناعة غذائية تختص في إنتاج الزيوت النباتية.
+ تتميّز الصناعة العصرية بضعف مساهمتها في التشغيل ( 15% من النشيطين ) وضعف المساهمة في الناتج الداخلي الخام ( بين 12 و 15 %  وترتفع إلى 30% باعتبار الأنشطة الاستخراجية ).
+ الوحدات الصناعية صغيرة الحجم شبيهة بالورشات وتهيمن عليها مصانع المواد الغذائية.
+ تتركز الصناعة العصرية خاصة بالمدن العواصم ( دكار، باماكو، نيامي...) بأكثر من ½ الوحدات الصناعية.
III.   تجارة خارجية ضعيفة وتعويل مفرط على المساعدات الخارجية
1.  موازين تجارية عاجزة
لا تتجاوز مساهمة بلدان الساحل الإفريقي 0,04 % من التجارة العالمية.
‌أ.   صادرات مقتصرة على المواد الأولية:
+ المواد المنجمية، أساسا الحديد ركيزة صادرات موريتانيا، واليورانيوم بالنسبة للنيجر والفسفاط بالنسبة للسينغال والنفط بالتشاد منذ 2003.
+ المواد النباتية والحيوانية، يسهم القطن ﺒ ½ قيمة صادرات مالي والجوز بغمبيا أما تصدير الأسماك فهو مصدر أساسي للعملة الصعبة بموريتانيا والسينغال والرأس الأخضر.
تتسم أسعار هذه الصادرات بالتذبذب مما يقلص المداخيل ويؤثر على المجهود التنموي وتبقى عرضة لاستغلال استنزافي.
‌ب.     واردات تجسّد التبعية الغذائية:
تمثل المواد الغذائية الأساسية أهم واردات بلدان الساحل الإفريقي وخاصة الأرز ( السينغال ) والقمح ( النيجر ) إلى جانب المصنوعات والطاقية نظرا لضعف التصنيع ولافتقارها للمحروقات.
Üعجز هيكلي للموازين التجارية ببلدان الساحل الإفريقي.
‌ج.  ارتباط كبير للتجارة  الخارجية بأوروبا:
+ تمثل أوروبا وبصفة خاصة فرنسا أول طرف تجاري لهذه البلدان وتدعّم هذا الارتباط بتكوين منطقة الفرنك الإفريقي* .
+ يقوم التبادل مع أوروبا على تصدير المواد الأولية ( النباتية والمنجمية ) والمواد الطاقية، أما الواردات فتتكوّن من المصنوعات والمواد الغذائية.
+ تنامت المبادلات مع البلدان المجاورة خاصة عبر القطاع غير المهيكل والتهريب.
2.  تعويل مفرط على المساعدات الخارجية.
+ تدعم برنامج المساعدات العمومية من أجل التنمية، وبرامج المساعدات الخاصة لكنها محدودة.
+ تقدّم البلدان المتقدمة وبعض البلدان النفطية والمؤسسات الدولية هذه المساعدات التي تتكوّن من مساعدات غذائية وهبات ومساعدات فنّية وقروض.
+ عمقت القروض تبعية هذه البلدان تجاه الدول المقرضة ومثّلت أحد أسباب تراكم الدين الخارجي.
Ü بقيت النتائج التنموية لهذه المساعدات الخارجية والقروض محدودة بل ساهمت في مزيد تخلفها.  
خاتمة: بقيت بلدان الساحل الإفريقي تحتفظ بكلّ سمات التخلّف، بل تشهد بعض البلدان مزيد التقهقر. فما هي الظروف التي حالت دون تحقيق التنمية في هذه البلدان؟