-->

خلاصة محور الفنون

المحور الرابع: الفنون
الأهداف :
) تبين دور الفن في تهذيب الفرد و السمو بروحه.
2) التعرف إلى الفنون الجميلة و ما يميز كلا منها.
3) إدراك ما للفنون الجميلة من دور في التقريب بين الشعوب و تلاقح الثقافات .
4) بناء موقف نقدي من بعض الظواهر السلبية في مجال الفنون.
1- مفهوم الفن
الفن هو التعبير عما يختلج في نفس الفنّان و الإنسان العادي من مشاعر و أحاسيس تجاه ما يحيط بها من وقائع و أحداث و مشاهد طبيعيّة (بحر/غابات...) أو صناعية (معمار...) بأسلوب جمالي
فالفنّ إذن ليس نقلا للواقع كما تراه العين بل كما يرتسم في النفس و يعتمل في الوجدان. الفنون الجميلة " les beaux arts" ظهر المصطلح في فرنسا عام 1767 و الفنون الجميلة هي ما كان موضوعها تمثيل الجمال و قد اختلف في تعيينها و لكن هناك شبه إجماع على أنها الموسيقى و الرقص و الرسم و النحت و المعمار و الشعر و هناك من يضيف إلى القائمة المسرح و السينما.
* تشترك جميع هذه الفنون في جوهرها فكل الفنون كما يقول الفيلسوف الألماني كانط « تهدف إلى المتعة الجمالية الخالصة » و يقول الشابي «الفن الحقيقي هو الذي يوسع أفق الحياة في نفسك
ويجعلها تحس بتيارات الوجود و ينسيك وجودك الإنساني لتستغرق في عالم الجمال المطلق» و لكن هذه الفنون تختلف فقط في أدوات التعبير :
- الرسم بالريشة و الألوان و الأضواء.
- النحت بالإزميل و المواد الخام (رخام/حجر...)
- الموسيقى باللحن و الآلات.
- الأدب (شعره ونثره ) : بالكلمة و الصياغة و اللفظ والإيقاع
- الغناء بالصوت و الأداء. - المسرح بالحركة و النص و الفضاء
II - فوائد الفن
أ) على مستوى الفرد
* الفنان:
- الفن يساعد الفتان على التعبير بحرية عن مشاعره و أحاسيسه فال وتصويره يعيش شبه مخاض لذلك شبه أبو نواس ولادة قصيدة بخلع ضرس من الفم فالفن إذن يساعد الفنان على التخلص من الأفكار و المشاعر التي تثقله
- الفن يخلد ذكرى الفنانين. حفل موسيقي او بيع لوحة او القيام بعرض
- الفن يوفر كسبا ماديا كبيرا للفنان بمشاركته في مسرحيّة
* المستهلك (المتلقي):
- يجد في الفن ما عجز عن التعبير عنه فيهذب بذلك الفن ذوقه و يولد فيه رهافة حسن خاصية التميز بين الغث والسمين يقول بيرادو روشال «الفن يساعد على العيش الأكمله يعيش فعندما يقرأ المستهلك قصيدة عبر الكلمات الرامزة ذات المعاني و الإيقاع الخاص صورا تتتابع فتولد إحساسا و تشع فكرا و يرى ملامح شخوص و ملامح أشياء و مع آخر كلمة من القصيدة يكون قد تشكل له عالم له ذاتيته المتميزة عالم عاش فيه و شع إحساسا و فكرا. كذلك عندما يقف المستهلك أمام لوحة قيمة تدور عيونه في اللوحة مع واشكالها و مساحاتها فيشاهد أشكالا و مساحات لون و قد يرى تشخيصا لشيء واقعي أو اشكالا مجردة و يرتبط كل ذلك بعلاقات خاصة و يجسد بطريقة جمالية وفقا لقيم تشكيلية فيتشكل له عالم فريد عالم له روحه و مذاقه المتميز يعطى المتلقي شحنة شعورية محددة وقد يكشف له معرفة لم يكن يعرفها أو فكرة جديدة و قد يكون استمتاعه بالعمل استمتاعا جماليا بحتا إذا وصل العمل الفني إلى حد التعامل مع القيم التشكيلية وحدها كما هو الحال |
في بعض أعمال التجريد. إذن من خلال هذه الأمثلة نتبين دور الفن في إشاعة الجمال في ذات المستهل كتوسيع خياله.
 الفن يهذب أخلاق المستهلك و يطور نفسه و يرغبه في القيم السامية كالأخوة والتسامح...
ب) على مستوى المجتمع
للفنون دور في التقريب بين الشعوب و تلاقح الثقافات: تنهض الفنون بأدوار تحقيق التواصل بين الحضارات و الشعوب فالمسرح مثلا إغريقي النشأة ثم انتشر في أوروبا و أخيرا في العالم العربي و كان خير سفير بين شعوب كثيرة مما يؤكد دوره في تحقيق هذا التواصل بين الحضارات  .
وما يؤكد ذلك انكباب الأوروبيين على ترجمة مؤلفات العرب للتعرف إلى أم الشعوب العربية من خصوصية كما ترجمت عدة كتب لمشاهير الأدباء كميخائيل نعيمة مما يثبت أن لغة الفنون تتجاوز كل الحدود وأنها أحسن الوسائل ليتخلّص الإنسان من مشكلة التقوقع و الانكماش

۔ اجتماعيا: يكسب الفن البلاد هوية متميزة و يخلد ذكرى المجتمعات يقول أندري مارلوا «قوة الفن تكمن في دفعنا إلى تحطيم ما لا يمكن تحطيمه»
• يساهم الفن في بناء الحضارات يقول أحمد أمين «فلولا الجمال و الشعور به لبقيت الكهوف و المغارات مساكن الإنسان الآن .» 
. يهتم الفن بمعالجة بعض قضايا المجتمع
* كشف الفنون لبعض مظاهر الفساد في المجتمع و نقدها.
* تشهير الفن بالحروب مثال ذلك لوحة الغرنيكا لبيكاسو و قصائد الشابي
و أحمد شوقي الوطنية.
و معالجة الفن القضية التشرد و الفقر مثال ذلك الطفل الباكي للرسام الإيطالي «جيوفني براغولين»
خلاقيا:
| بفضل الفن تنتشر مكارم الأخلاق و لعل هذا ما يفسر تأكيد محمد المويلحي على دور المسرح التربوي و كذلك قول الجاحظ مُشيدا بدور الموسيقى «و قد يتوصل بالألحان الحسان إلى خير الدنيا و الآخرة »
. الوظيفة الجمالية: الفن يهذب الذوق الجمالي في مختلف جوانب الحياة العامة كالملابس والفضاءات العامة .
. ماديا: يساهم الفن في تنمية دخل الفرد و بالتالي المجتمع بفضل ما يوفره العمل الفني من مكاسب مادية و من مواطن شغل تخص المساهمين في العمل الفني. 
إذن من خلال هذه الفوائد نتبين أن الفنون ضرورية «لمن ينشد العيش الأكمل » فالإنسان بدون فن كائن ممسوخ أبتر مشوّه يقول إيليا أبو ماضي: خير و أفضل ممن لا حنين لهم إلى الجمال تماثيل من الطين.
- بعض الظواهر السلبية في مجال الفنون
- بعض الأعمال الفنية تعرض أعمالا تفتقر إلى الجمال بل لعلها تفسد ذوق الإنسان كما التهريج و بعض الأفلام السينمائية التي تثير غرائز المتفرج للجوئها إلى العراء و الإث وسيلتهم في ذلك جسد المرأة فخرج بذلك الفن عن كل الأدبيات.
ظاهرة الفيديو كليب التي أصبحت تسطح آراء الشباب و تهمش ثقافتهم تهميشا كبيرا يقول المطرب الكويتي عبد الله الرويشد في ذلك: «طغي الفيديو كليب على الكلمة و اللحن والأداء فكل مطرب يأتي بمخرج و فتيات عاريات يتراقصن خلفه على إيقاعات سريعة هؤلا المطربون لا يدركون أن هذه الكليبات أغان فارغة من المعاني و تخدش حياء الجمهور»
- بعض الفئات تستغل الفن الإثارة البغضاء و الفتنة بين الشعوب مثل فظاعة الرسوم الكاريكاتورية الدنمركية الساخرة من الرسول (ص) فوقع بذلك استغلال الفن للاستهانة | بمقدسات الشعوب.
- تكالب بعض الفنانين على المادة بتقديم أعمال فنية الغاية منها ليس السم بروح المتلقي بلا تحقيقا للثراء المادي.
- استغلت بعض الأطراف الفن التخدير الشعوب و إلهائها عن مشاكلها الحقيقية.
تقليد المتلقي لبعض الفنانين في ملابسهم و حركاتهم إلى درجة تأليه الفنان مثلا 
استغلال حياة الفنان الشخصية للقدح و الانتقاد. 
. أحيانا يكون الفن غامضا مبهما غير مفهوم يعكس أمراض الفنانين و هو يفتقر لكل وظيفة  إبداعية.
 إن هذه الظواهر السلبية لا تقلل من قيمة الفن و دوره الفعال في السمو بالأفراد والمجتمعات و لكن يجب التمييز بين الفن الحقيقي الراقي و الفن الهابط حتى نخلص الفنّ من هذه الظواهر السلبية ليصبح عاملا فعالا في رقي المجتمع و الإنسانية.