-->

درس التّنوير

المقدّمة:
التنوير حركة فكريّة تعتمد على العقل ظهرت في القرن 18 هدفها تحرير الإنسان من الأحكام المسبقة والأفكار القديمة وقد تمكّنت من تقويض أسس النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي القائم. فماهي أسس حركة التنوير؟ وماهو دورها في تغيير الأوضاع؟  

   - أسس حركة التنوير I
1 – الإيمان بالعقل :
يعتبر فلاسفة التنوير العقل أداة لبلوغ المعرفة وركيزة للتفكير النيّر والنقد البنّاء الهادف إلى نبذ التعصّب والأحكام المسبقة ( الكنيسة والسلطة المطلقة)
2- الحريّة والمساواة:
أكّد فلاسفة التنوير أنّ الحريّة والمساواة حقوق طبيعيّة وطالبوا بحريّة الفكر وقاوموا كلّ أنواع القهر والاستبداد ونادوا بالمساواة أمام القانون والضرائب بغضّ النظر عن الجنس والدين والانتماء الاجتماعي.
             تضمنت هذه الأفكار دعوة لتغيير الأوضاع السّائدة.     

– الدعوة إلى تغيير الأوضاع:II
1 – الوضع السياسي:
تميّز الوضع السياسي بـ :
- سيطرة الحكم الاستبدادي القائم على نظريّة الحقّ الإلهي.
- هيمنة النبلاء ورجال الدين على الحياة السياسية.
لذلك دعا فلاسفة الأنوار إلى مقاومة الحكم المطلق المعتمد على الحقّ الإلهي وقد اجمع الفلاسفة حول ضرورة الفصل بين الدين والدولة واقترحوا بدائل متنوعة:
- نادى منتسكيو بمبدأ الفصل بين السلط لضمان الحريّة السياسية
- نزع روسّو إلى الديمقراطيّة القائمة على التعاقد بين الحاكم والمحكوم ( العقد الاجتماعي)
2 – الأوضاع الاجتماعية:
- ساد بأوروبا مجتمع طبقي انقسم إلى فئة محظوظة تتكوّن من النبلاء ورجال الدين الذين يتمتّعون بالعديد من الامتيازات (الإعفاء من الضرائب، احتكار الوظائف الدينية والسياسية) وفئة غير محظوظة وتضمّ باقي فئات الشعب.
-  دعا فلاسفة الأنوار إلى إلغاء الفوارق الاجتماعية والمساواة أمام القانون والوظائف والتوزيع العادل للثروة (روسّو)
- نقد الفكر الديني والدعوة إلى التسامح وتعايش المذاهب والأديان.
- اعتبار التعليم من أوكد واجبات الدولة تجاه مواطنيها والدعوة إلى تعميقه إذ لا سيادة لشعب بدون معرفة.
 3 – الوضع الاقتصادي:
- نقد تدخّل الدولة في الحياة الاقتصادية عبر نظام الماركنتيليّة.
- الدعوة إلى إلغاء القيود الاقتصاديّة وإزالة الامتيازات وإطلاق الحريات لضمان التقدّم الاقتصادي.
             بروز مدرستين اقتصاديتين:
- المدرسة الفيزيوقراطية: بزعامة الفرنسي كيناي وهي تعتبر أنّ الأرض هي المصدر الوحيد للثروة لذلك طالبت بتحريرها من كلّ القيود ونادت بتنمية الفلاحة والتبادل الحرّ للمنتجات الفلاحيّة.
- المدرسة الكلاسيكيّة: من أبرز روّادها آدم سميث الذي أكّد بأنّ عمل الإنسان هو المصدر الرئيسي للثروة وأنّ الصناعة هي السبيل الوحيد لتنمية الإنتاج لذلك نادى بفسح المجال للتنافس الحرّ وأكّد على حريّة المبادلات (" دعه يعمل دعه يمرّ")
خاتمة:
أسهم فكر التنوير في تقويض أركان النظام القديم فانتقد الفلاسفة الأوضاع الفاسدة واقترحوا حلولا لمواجهتها انتفعت منها الفئات الاجتماعية الصاعدة على وجه الخصوص التي فجّرت ثورة 1789 بفرنسا.