-->

البلاد التونسيّة: المجال و التنمية - المجال الفلاحي

 المقدّمة:
المجال الفلاحي هو حصيلة تدخّل الإنسان في الوسط الطبيعي واستغلاله في ممارسة نشاط زراعي, وقد شهد المجال الفلاحي التونسي العديد من التحوّلات نتيجة تدخّل أطراف عديدة في تنظيمه.
- فما هي الأطراف المتدخّلة في تنظيم المجال الفلاحي التونسي؟
- وما هي خصوصيات المجال الفلاحي التونسي؟
I-      الأطراف المتدخّلة في تنظيم المجال الفلاحي التونسي:
1)     دور الدولة:
تعتبر الدولة أهم متدخّل في تنظيم المجال الفلاحي التونسي باعتبارها مالكًا ومنتجًا وموزّعًا في نفس الوقت ويظهر تدخّلها من خلال:
- رصيدها العقاري الهام الذي تملكه والذي يتمثّل في الأراضي الدوليّة التي تحصّلت عليها عن طريق تأميم أراضي المعمّرين وحلّ الأحباس وهي مستغلاّت شاسعة وخصبة ومجهّزة يشرف عليها ديوان الأراضي الدوليّة والوحدات التعاضديّة.
- سياساتها التنمويّة التي طبقتها على المجال الفلاحي والتي تقوم على:
·        تطبيق التجربة التعاضديّة بين 1962 و1969 التي تقوم على الملكيّة الجماعيّة للأرض بهدف تحسين مداخيل الفلاحين و تعصير الفلاحة وتجهيز المساحات السقويّة وتحقيق الاكتفاء الغذائي الفلاحي.
·        أهميّة الاستثمارات الفلاحيّة التي تخصّصها الدولة في مخطّطاتها التنمية التي بلغت 4850 مليون دينار في المخطّط العاشر(20022006).
2)     بقيّة الأطراف المتدخّلة في تنظيم المجال الفلاحي التونسي:
- شركات الإحياء والتنمية الفلاحيّة وهي شركات خفيّة الاسم (بنوك تونسيّة وأجنبية وشركات تمويل وشركات تجاريّة وأفراد) تنشط في القطاع الفلاحي وتستثمر وتستغلّ الراضي الفلاحيّة التابعة للدولة.
- وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحيّة التي تقدّم امتيازات ماليّة و جبائيّة لباعثي المشاريع في الفلاحة والصيد البحري و تقوم بدراسة المشاريع وتنظيم التظاهرات الاقتصاديّة وتكوين الباعثين الشبّان.
- الجمعيّات ذات المصلحة المشتركة التي تقوم بتنظيم استغلال وتسيير المناطق السقويّة العموميّة. 
II-       خصوصيّات المجال الفلاحي التونسي:
1)التوزّع الإقليمي للزراعات بالبلاد التونسيّة:
·        الشمال: يختصّ في إنتاج الحبوب ويحتكر 66.4 % من المساحات المخصّصة لها سنة 1994 و توفّر 80  % من إنتاج القمح الصلب و 78 % من إنتاج القمح اللين و61 % من إنتاج الشعير.
·        الوسط: يختصّ في زراعة الخضروات والأشجار المثمرة حيث يحتكر 37.5 % من المساحات المخصّصة لزراعة الخضروات و65.4 % من المساحات المخصّصة للأشجار المثمرة ويتميّز الوسط الغربي بأهميّة زراعة الحبوب حيث يحتكر 24.3 % من المساحة الجمليّة المخصّصة لزراعة الحبوب بالبلاد.

·        الجنوب: يتميّز بتواضع مساحاته الزراعيّة لكنّة يضمّ 5/1 المساحات المخصّصة للأشجار المثمرة و10/1 المساحات المخصّصة لزراعة الخضروات والمساحات المخصّصة لزراعة الأعلاف
2) تحوّلات المجال الفلاحي التونسي:
·    انتشار الغراسات المشجّرة:
- توسّع مجال غراسة الزياتين بالسباسب السفلى و جربة.
- تركّز غراسة الكروم والعنب في الوطن القبلي.
·    توسّع المساحات السقويّة:
-  نموّ المساحات السقويّة بالبلاد التونسيّة من 170 ألف هكتار سنة 1978 إلى 315 ألف هكتار سنة 1994.
- توسّع مجال الفلاحة الواحيّة ليشمل مناطق جديدة بڨفصة ومنطقة رجيم معتوق بأقصى الجنوب الغربي التونسي مقابل تراجعها في الجنوب الشرقي.
- توسّع المساحات المخصّصة لزراعة الخضر على الشمال الشرقي والوسط الغربي.
-ظهور مناطق جديدة مخصّصة لغراسات القوارص وأشجار مثمرة أخرى بالشمال الشرقي والوسط الغربي.
·    توسّع مساحة الزراعات البعليّة:
- تركز زراعة الحبوب في الشمال.
- توسّع مساحة زراعة الحبوب ضعيفة المردود في سهل الجفارة بالجنوب الشرقي والوسط الشرقي مقابل تراجعها في الوسط الشرقي.

الخاتمة: شهد المجال الفلاحي التونسي تحوّلات عميقة دعّمت مكانة الفلاحة في الاقتصاد التونسي الذي شهد نموّا في جميع القطاعات أهمها القطاع الصناعي