-->

انتاج كتابي حول عيد الفطر


... وسقط طبق الحلويات 
   عيد الفطر مناسبة دينية جميلة ينتظرها الجميع بعد تعب صوم شهر رمضان ، ويحتفل بها المسلمون احتفالا متميّزا . وكانت أمّي من الذين يهتمّون بهذه المناسبة اهتماما خاصّا ، وتنتظره كلّ سنة بفارغ الصّبروتخصّص له ميزانية خاصّة لتشتري كلّ ما تحتاجه من لوازم الحلويّات . وككلّ سنة ، أعدّت أمّي أطباقها الشّهية بعد جهد وتعب ليوم كامل ... فأصررت على مساعدتها بأخذ الطبق إلى المخبزة، فوافقت بعد أن أوصتني بضرورة الانتباه والمحافظة عليه ... خرجت وطبق الحلوى فوق رأسي وأنا أشعر بالفرح والثقة بنفسي ، وكنت من حين إلى آخر ، أنزل الطبق لأتأكّد من سلامته ثمّ أرجعه فوق رأسي.. وفي إنزالي له في المرّة الأخيرة ، فقدت توازني وسقط الطبق أرضا ... لا يمكن أن أصف قمّة الحرج الذي شعرت به أمام المارّة ، إضافة إلى الخوف من ردّ فعل أمّي ... أخذت الطبق فارغا وعدت إلى البيت وأنا لا أدري ما أقول ... وعند ولوجي المنزل ، عبّرت دموعي لأمّي عمّا أريد قوله عن الحادثةة، ففهمت الأمر دون أن أنبس بكلمة ... وشعرت بغضبها ، ولكنّها تمالكت نفسها وقالت لي كلمة واحدة لن أنساها : " لن أعتمد عليك مرّة أخرى ، لقد خيّبت ظنّي ! " آلمتني كلماتها وأثّرت فيّ وفاقت وقعها وقع الشعور بالخوف ...
ولّت أيّام العيد ، وصدرت منّي مواقف عدّة تجاه أمّي أرجعت لي ثقتها فيّ من جديد ، ولكن بقيت الحادثة التي حصلت في يوم العيد في ذاكرتي أحدّث بها أمّي كلّما سمح المقام بذلك .