-->

انتاج كتابي حول فصل الربيع


ما أجمل الربيع ! 
      هلّ الربيع بأيّامه التي تؤنس الخليج ، فقرّرت الذّهاب في نزهة إلى الحقول الخضراء أرفّه فيها عن نفسي . كنت أسير بخطى ثابتة حتى وصلت المكان المقصود.  يا للروعة ! يا لها من طبيعة ساحرة خلابة  !. الأرض مزدانة بالعشب الأخضر والأزهار مزركشة الألوان  منها الأصفر  الفاقع والأحمر القاني والأزرق  الفاتح والأصفر الفاقع  والأشجار كثيفة الظلال امتلأت بأعشاش  العصافير. أشجار سرول وصنوبر وبلوط وفلين ملتفة الأغصان تشتعل اخضرارا في ذلك الفضاء الندي الظليل ....
جلست تحت شجرة باسقة الى جانب بحيرة لأستريح من وعثاء الطريق .فإذا بصفحة الماء تتراءى  لي ملتمعة كالمرآة المصقولة والفضة البراقة. خيّل إلي أني أمام  سبيكة من الذهب يكاد سنا بريقها يخطف الأبصار، وغير بعيد عنّي فلاّح يقوم بعمله بكل حرص وإتقان : إنه  كهل ناهز عمره الخمسين، قصير القامة، أفطس الأنف له عينان سودوان كحبتي زيتون  لهما حور بديع نحاسيّ البشرة، وفمه منشقّ عن ابتسامة عريضة وهي تتراءى على الفور سابحة على وجهه  تبتلع تقساميه ، وقد أكسى جسمه قميصا بالسروال قد اضمحل لونه . كان يسوّي أحواض الأشجار المثمرة ثم  يأخذ المرشّ  ويسقيها حتى يتواصل نموّها وتثمر... وكان همّه ان يوفر قوت عائلته ويصون ماء وجهه. اقتربت منه  وبادرته بالتحية  فردها علي. ثم جلسنا نتجاذب اطراف الحديث حول الحال والصحة.
مرت سويعات كأنها دقائق لم أشعر بها  وهي تمرّ. إلى ان أسدل الليل ستائره الحالكة فعدت إلى المنزل مثلوجة الفوائد بعد ان دوّنت أفكار هذا اليوم في مخيلتي .