انتاج كتابي حول الطبيعة في الربيع
انتاج كتابي حول الطبيعة في الربيع
قرّرنا الخروج في نزهة بين أحضان الطبيعة في هذا الفصل البديع
رفقة صديقتي مريم . وما أن وصلنا حتّى انبهرنا بما رأيناه من جمال :
ما أجمل الرّبيع عندما يقبّل تلك الشّجرة الحزينة العارية فتزهر رياحينها
البيضاء ، ويمشي على ضفاف النهر الجاف فتتدفّق مياهه النقية فابتسم ثغر الأرض ونمت
زهرات صغيرة ملوّنة تتراقص جذلا وحبورا ، شاركها الهواء النقي رقصها حين كان يداعب
وجنات الزهر ، وعادت العصافير تغرّد من جديد وتشدو أناشيد السرور ، وقد بنت
أعشاشها فوق الأغصان المزهرة ، والشمس تراقب هذا المشهد بعيون ملأى بالأمل وقد
تربّعت في مملكة السّماء ونثرت جدائلها الذهبية على أكتاف الجبال .
هذا هو صباح أيّام الرّبيع ، أمّا الليل فيبدو كأنّه معرض جواهر أقيم لحور
العين حيث يرسل القمر أضواءه ليّنة رخيّة هادئة هدوء الأحلام اللذيذة ، والنجوم
تلمع كاللؤلؤ والمرجان ...
نظرة واحدة لكلّ مكان تروي قلوبنا الظمآنة وتأخذنا إلى عالم الهذيان . فهذا
الفصل من أروع فصول السنة فكم أحبّ فصل
الربيع فهو يذكي الحب والحياة في نفسي بألوانه وأنواره وبسماته كأنّه جنّة
الله على الأرض . فسبحان من بثّها هنا !