انتاج كتابي : الفلاح الصغير
انتاج كتابي الفلاح الصغير
أتى الربيع بشمسه الوهّاجة وظلاله الوافرة ، بهوائه المعتدل ونسيمه الوديع ، بغدرانه الهادئة وسواقيه الرقراقة...
غرست بحديقة منزلنا شجرة تفاح
وواظبت على العناية بها ....
وذات يوم
رحت كعادتي أتفقد شجرتي فكانت المفاجأة أن وجدتها يانعة ، فتهللت أسارير وجهي
بشرا ورحت أركض مسرورة كعصفور غادر قفصه. وازداد شوقي لرؤيتها كل يوم وصرت اتابع
نموها المرحلة تلوى الأخرى إلى أن أثمرت ...
وبعد مدو ليست بالقصيرة ،
نضجت ثمارها وحان موعد جنيها ، فأحضرت سلّة فارغة ورحت الى ان وصلت شجرتي
....
ولكن لم تكتمل فرحتي : لقد
وجت بعض أغصانها مكسّرة وبعض ثمارها مرمية على الارض ... بدأت أبحث عن الفاعل
وبدأت تدور برأسي عدة أسئلة لم أجد لها أي جواب ، واستبد بي اليأس والكآبة
والحزن فعدت إلى المنزل أجرّ أذيال الخيبة ...
وبغتة سمعت صوت صخور
تصطدم بغرستي فالتفت فاذا أولاد العم صالح يرمون الحجارة ، توجهت نحوهم قائلة :
" لماذا ترمون شجرتي بالحجارة ؟ " ولكنهم لم يجيبونني ولم يتفوه أحد
منهم بكلمة ، ثم وقفوا في صف واحد مطأطئين رؤوسهم معتذرين ... قبلت
اعتذارهم وأوصيتهم بعدم تكرار هذا الصنيع والعمل على حماية النباتات حفاظا على
البيئة .
ثم عدت إلى شجرتي ووضعت تحتها
السماد وأحطتها بسياج حديدي صنعته بنفسي وعدت إلى المنزل وبعض الحسرة مازالت
تلازمني....
ندى بن
محمود
|