-->

انتاج كتابي : يوم العودة المدرسيّة

في الوقت الذي بدأت فيه النجوم تتلاشى و تنطفئ الواحدة تلو الأخرى.
كنت جالسة قرب النافذة أنتظر تسلل أشعة الشمس الذهبية لتبعث في النفوس البهجة و النشاط لاستقبال اليوم الجديد.فقد كان اليوم أول أيام العودة المدرسية فقفزت من أمام النافذة لأتجهز لهذا الحدث العظيم.

ارتديت ميدعتي و ثيابي الجديدة و اتجهت صوب المطبخ حيث أمي وأبي يحتسيان القهوة في هدوء فقبلت أمي و عانقت أبي ثم تناولت فطوري
و انطلقت نحو المدرسة في بهجة وسعادة لا توصفان.وبينما أنا بمنتصف الطريق إذ بصديقتي العزيزة مريم تعترضني فاستأنفنا الطريق معا نقص مغامرتنا الطويلة الصيفية في قمة من السعادة و الشوق إلى
بقية أصدقائنا و أترابنا. وصلنا المدرسة فإذا ببقية أترابنا يترقبون فتح الباب على أحر من الجمر.اجتمعنا في دائرة نتحدث عن المتعة في الصيف.فتح الباب فتدفق التلاميذ في الساحة تدفقا فهذا يكلم صديقه و
هذا يسلم على معلمه
أما أنا ورفيقاتي فتوجهنا نحو قسمنا و وقفنا في صف مستقيم حتى وصلت معلمتنا.فقدم كل منا نفسه للتلاميذ الجدد و للمعلمة ثم بدأت المعلمة تنادي التلاميذ بأسمائهم.و لكن لم أسمع اسمي فبقيت مستغربة
متسائلة جامدة في مكاني لا أتحرك و قد ساورتني حيرة كبيرة.فرفعت يدي قائلة في تلعثم:"سيدتي...أنا لملم أسمع اسمي."
ثم طلبت مني أن أفصح عن اسمي فبحثت و أمعنت النظر في قائمة الأسماء ،ولكن جون جدوى.فأرسلتني إلى مكتب المدير فأخبرته بما جرى ثم تفحص قوائم الأسماء كلها.
ثم نظر إلي باسما.وقال:"اسمعي يا بنيتي إن اسمك مدرج بقائمة  أخرى
غير هذه القائمة إن قسمك هو قسم السنة السادسة د بتلك الجهة"
آلمني أن أفارق أصدقائي فأحسست بحزن شديد و اغرورقت عيناي دموعا ثم أجبته و وقد ارتسمت على وجهي ابتسامة خفيفة :"حسنا يا سيدي شكرا جزيلا لك لكنني أريد أن أرجع إلى القسم أ فهناك أصحابي و أترابي." فرد متأسفا:"آسف يا صغيرتي لقد فات الأوان الآن فلا أستطيع فعل شيء الآن"

فشكرته واتجهت نحو قسمي الجديد و أصدقائي الجدد واعدة نفسي بعدم التخلي على أصدقائي السابقين.