-->

السكان والسياسة السكانيّة - بكالوريا آداب

المقدّمة:
شهدت البلاد التونسيّة تحوّلات ديمغرافيّة - نتيجة السياسة السكانيّة التي تم اعتمادها - كان لها انعكاس على التوزّع الجغرافي للسكان في المجال التونسي وعلى التنمية الاجتماعيّة بالبلاد.
·        فما هي خصائص الوضع الديمغرافي بالبلاد التونسيّة؟
·        ما هي مميزات السياسة السكانيّة التي اعتمدتها البلاد؟
·        وكيف يتوّزع السكان على المجال الجغرافي التونسي؟
·        و ما هي حصيلة التنمية الاجتماعيّة بالبلاد التونسيّة؟
I-    الخصائص الديمغرافيّة بالبلاد التونسيّة:
1)     النمو الديمغرافي وانعكاساته:
‌أ)-  تراجع النمو الديمغرافي:
- شهد نسبة النمو الديمغرافي بالبلاد التونسيّة تراجعًا ملحوظًا من 5 % بين 1966 و 1975 إلى 1.21 % بين 1994 و2004.
- نلاحظ تفاوتًا في هذا التراجع بين الأقاليم والأوساط الريفيّة والحضرية فقد بقيت هذه النسبة في الوسط الحضري والأقاليم الساحليّة في حدود 2 % بين 1994 و2004 وذلك لأهميّة التيارات الهجريّة من الأرياف والمناطق الداخليّة.
‌ب)- انعكاسات هذا التراجع على بنية السكان:
- تراجع نسبة الشبان ( دون 15 سنة ) من 45 % سنة 1966 إلى 26.5 % سنة 2000.
- ارتفاع نسبة الشيوخ ( أكثر من 60 سنة ) من 6 % سنة 1966 إلى 10.5 % سنة 2000.
      تحوّل المجتمع التونسي من مجتمع فتي على مجتمع في بداية التهرّم.
      يعود التحوّلات الديمغرافيّة إلى السياسة السكانيّة التي اعتمدتها البلاد التونسيّة.
2)     السياسة السكانيّة بالبلاد التونسيّة:
انتهجت البلاد التونسيّة منذ الاستقلال سياسة سكانيّة ذات هدفين اجتماعي وديمغرافي.
‌أ)   – سياسة سكانيّة ذات هدف اجتماعي:
تتمثل الأهداف الاجتماعيّة لهذه السياسة السكانيّة في:
-  النهوض بالمواطن والمساواة بين المرأة والرجل من خلال إصدار مجلة الأحول الشخصيّة سنة 1956 التي أقرّت منع تعدّد الزوجات وتحديد سن الزواج وهو ما دعّم مكانة المرأة في المجتمع التونسي.
-   سنّ ثلاث قوانين للتعليم تضمّنت تعميم التعليم ومجانيّته واجباريّته بالنسبة للذكور والإناث على حدّ سواء في المدن والقرى.
-  ارتفاع النفقات العموميّة على الخدمات الصحيّة والتربويّة والاجتماعيّة.
-   العمل على التحكم في حركة الهجرة والتوزّع السكاني.
‌ب)   – سياسة سكانيّة ذات هدف ديمغرافي:
تتمثل الأهداف الديمغرافيّة لهذه السياسة السكانيّة في:
-   تنظيم الولادات والعناية بصحّة الأم والطفل وتطبيق سياسة التنظيم العائلي منذ 1966
-  إنشاء الديوان القومي للأسرة والعمران البشري سنة 1973
- تطوير هذه الهياكل إلى وزرات كوزارة المرأة والطفولة والشباب.
 ساهمت هذه السياسة السكانيّة في تحقيق تراجع في نسبة النمو الطبيعي بالبلاد التونسيّة من 3.01 % سنة 1966 إلى 1.08 % سنة 2004 نتيجة انخفاض نسبة الولادات من 45.1 إلى  16.8 ‰ و تراجع مؤشر الانجاب من 4.1 طفل/امرأة إلى 2 طفل/امرأة خلال نفس الفترة.
II-     التوزع السكاني في المجال الجغرافي التونسي:
1)    – مظاهر التركز الساحلي للسكان:
- ارتفاع معدّل الكثافة السكانيّة في الأقاليم الساحليّة إلى 66 س/كم2 سنة 2004 ( المعدل العام للبلاد التونسيّة 61 س/كم2 سنة 2004) وقد بلغ أقصاه في إقليم تونس الكبرى بـ 1850 س/كم2   مقابل 52 س/كم2   في الأقاليم الداخليّة.
- تركز 68 % من السكان في الأقاليم الساحليّة.
2)    – عوامل هذا التركز الساحلي:
- قدم التركز السكاني على الشريط الساحلي ( فينيقيون, رومان,).
- انفتاح هذه الأقاليم على الخارج وعلى النشطة الاقتصاديّة البحريّة.
- نمو غراسة الأشجار المثمرة بهذه الأقاليم خاصّة الزياتين.
- الاستعمار الفرنسي الذي طوّر الأنشطة الصناعيّة و والتجاريّة المينائيّة بهذه الأقاليم.
- السياسة الاقتصادية خاصّة التصنيعيّة للدولة منذ الستينات.
- أهميّة التركز الاقتصادي بها اليوم خاصّة الصناعة والسياحة.
- تركز أهم المؤسّسات الجامعيّة والصحيّة والثقافيّة والرياضيّة بهذه الأقاليم.
- أهميّة الحصيلة الهجريّة بهذه الأقاليم باعتبارها أقاليم مستقطبة للسكان عكس الأقاليم الداخليّة المنفّرة للسكان.
3)    انعكاساته البيئيّة:
-   استنزاف الموارد المائيّة وتزايد مشكل الماء وتدهور جودته الكيميائيّة وارتفاع نسبة ملوحته.
-   توسّع الأراضي الزراعيّة على حساب المراعي والغابات القليلة.
-   تملح التربة وانخفاض مردودها.
-   التوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعيّة.
-   تعرية السواحل نتيجة استغلال رمالها للبناء مما يفقدها توازنها الطبيعي.
III-  حصيلة التنمية الاجتماعيّة بالبلاد التونسيّة
1)– ارتفاع مؤشّر التنمية البشريّة:
شهد مؤشّر التنمية البشريّة بالبلاد التونسيّة ارتفاعًا من 0.516 سنة 1975 إلى 0.753 سنة 2003 في المقابل بلغ المعدل العالمي 0.741 خلال نفس السنة.
2)– تحسّن مستوى العيش:
- تراجع نسبة الفقر إلى 4.2 % من مجموع السكان.
- تراجع نسبة المساكن المتواضعة.
- ارتفاع نسبة الربط بشبكات الماء الصالح للشراب والتطهير والتنوير الكهربائي.
- تطوّر تركيبة استهلاك الأسر التونسيّة حيث تراجعت النفقات المخصّصة للغذاء مقابل ارتفاع النفقات المخصّصة للباس والتعليم والثقافة والترفيه والنقل والاتصالات.
3)- حدود التنمية الاجتماعيّة:
-   تباين مؤشرات التنمية بين الأقاليم الداخليّة والأقاليم الساحليّة وبين الوسطين الريفي والحضري .
-   بقاء نسب البطالة في مستوى مرتفع خاصّة في صفوف حاملي الشهائد العليا.
الخاتمة:  حقّقت البلاد التونسيّة نجاحًا هامًّا في تنميتها الديمغرافيّة والاجتماعيّة لكنّها تواجه تحدّيات اقتصاديّة تطلبت اعتماد تجارب تنمويّة مختلفة.