القضيّة الفلسطينيّة - بكالوريا آداب
تـقديم : تعود جذور القضية الفلسطينية إلى أواخر القرن 19 وهي ترتبط بالأهمية
الطاقية والإستراتيجية للمشرق العربي ورغبة القوى الإمبريالية في السيطرة على هذه
المنطقة ومن هنا يأتي دعمها للمشروع الصهيوني بفلسطين .
فماهي جذور القضية الفلسطينية ؟ و
ما هي المراحل الكبرى التي مرّت بها ؟
/جذور
القضية الفلسطينية : تكمن جذور القضية الفلسطينية بأوروبا التي شهدت
انبعاث الحركة الصهيونية العالمية في أواخر القرن I
التاسع عشر ، وقد تزامن ذلك مع تدعّم النزعة الإمبريالية واللاّسامية . ماهو دور الإمبريالية
واللاّسامية في دعم الحركة الصهيونية؟
1_ الحركة الصهيونية والإمبريالية :
للقضاء على مشروع إقامة دولة عربية موحّدة دعمت الإمبريالية في ثوبها
البريطاني حتى 1939 وفي ثوبها الأمريكي منذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا مشروع قيام
دولة صهيونية . وقد تجسّم ذلك في إصدار بريطانيا وعد بلفور 2 نوفمبر 1917 الذي
تعهّدت بموجبه بالعمل على إنشاء وطني لليهود بفلسطين لذلك عملت بريطانيا منذ فرضها
الانتداب على فلسطين على دعم الهجرة اليهودية لقلب الميزان الديمغرافي لفائدة
اليهود ( تطوّر عدد المهاجرين من 56 ألف إلى 174 ألف فيما بين 1918 و1931 ) هذا
إلى جانب إصدار الكونغرس الأمريكي لقرار يوم 19 ديسمبر 1945 يعبر فيه عن دعمه
للحلم الصهيوني .
2 _ الحركة الصهيونية واللاّسامية :
ظهرت بأوروبا خلال القرن 19 حركة معادية لليهود الذين تعرّضوا إلى شتى
أشكال الاضطهاد ممّا أدى إلى بروز حركات صهيونية خاصة في شرقي أوروبا من أهمّها
" جمعية عشّاق صهيون " وتبلورت فكرة إنشاء الدولة اليهودية على يدي
تيودور هرتزل صاحب كتاب " الدولة اليهودية الذي ساهم في تكوين المنظمة
الصهيونية العالمية سنة 1897 . وقد عملت الحركة الصهيونية على استغلال تصاعد
الحركة اللاّسامية خاصّة بعد وصول النازيين إلى السلطة بألمانيا لتشجيع اليهود على
الهجرة نحو فلسطين .
أحكمت الحركة الصهيونية استغلال الحركة المعادية لليهود لكسب تأييد الغرب وتأليبهم
ضدّ العرب بوصفهم باللاّسامية مستغلة عقدة الذنب لدى الغرب . فما هي المراحل
الكبرى للقضية الفلسطينية ؟
/ المراحل
الكبرى للقضية الفلسطينية :II
1 _ تطوّر القضية
الفلسطينية بعد الحرب العالمية الثانية :
شهدت القضية الفلسطينية تطوّرات خطيرة بعد الحرب العالمية الثانية تمثّلت
في :
* انقلاب ميزان القوى لفائدة الحركة الصهيونية التي خرجت من بين المنتصرين
في الحرب على عكس الحركة الوطنية الفلسطينية التي كانت ضمن المنهزمين نظرا لموقف
أمين الحسيني المؤيد للمحور في الحرب العالمية الثانية . وقد رجحت كفّة الحركة
الصهيونية نتيجة تكثّف الهجرة اليهودية نحو فلسطين ، تشكيل نواة الجيش الصهيوني من
قبل المجنّدين اليهود الذين حاربوا إلى جانب الحلفاء بالإضافة إلى تكوين العصابات
اليهودية المتطرّفة ( شتيرن – الأرغون ) التي مارست الإرهاب ضدّ الفلسطينيين .
* صدور مشروع التقسيم عن الجمعية العامة للأمم المتحدة 26 نوفمبر 1947 الذي ينصّ على إقامة دولة
يهودية على 56 ℅ من المساحة ودولة فلسطينية على 43℅ ووضع القدس تحت رقابة دولية وهو ما مهّد للإعلان عن قيام دولة إسرائيل في
14 ماي 1948 وهو ما رفض من قبل العرب وأدّى إلى اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية
الأولى التي عقّدت الوضع العربي نظرا
لهزيمة الجيوش العربية ( مصر – الأردن – لبنان – العراق ) وأجبر العرب على توقيع
الهدنة سنة 1949 ( باستثناء العراق ) وهو ما أدّى إلى احتلال إسرائيل لمزيد من
الأراضي ( 6500كم2 ) وضمّ الجزء الغربي من القدس وتشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين
.
وهكذا فشل العرب في التصدّي للمشروع الصهيوني نتيجة غياب التنظيم والتنسيق
المحكم بين الجيوش العربية والدعم الغربي لإسرائيل
وهو ما أدّى إلى بروز مقاومة فلسطينية منظمة . فكيف كان تطور المقاومة
الفلسطينية ؟
2 _ المقاومة الفلسطينية :
بدأت المقاومة الفلسطينية منذ صدور وعد بلفور وفرض الانتداب البريطاني
وقد اتخذت أشكال مختلفة حسب الظروف
الدولية والإقليمية وعلى هذا الأساس يمكن أن نميّز بين ثلاثة مراحل رئيسية :
* مرحلة أولى ( قبل 1948 ) اتخذت المقاومة طابعا سلميا بإصدار اللوائح
والعرائض الرافضة لوعد بلفور والانتداب
ثمّ اتخذت شكلا عنيفا بمهاجمة المستعمرات الصهيونية وبتنظيم الانتفاضات مثل
انتفاضة يافا 1921 والقدس 1920 و 1929 ثمّ الانتفاضة الفلسطينية الكبرى 1936 –
1939 .
* مرحلة ثانية ( 1948 - 1982 )
اتخذت المقاومة طابعا منظما ( تأسيس منظمة فتح 1957 بقيادة ياسر عرفات وصالح خلف
تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية 1964) ومسلّحا ( نصّ ميثاق منظمة التحرير الموقع
سنة 1968 على اعتماد الكفاح المسلّح كوسيلة للتحرير) غير أنّ الكفاح المسلّح ضعف
مع بداية الثمانينات نتيجة تفكّك الصف العربي بعد إمضاء مصر اتفاقية منفردة للسلام
مع إسرائيل سنة 1979 وضرب منظمة التحرير الفلسطيني في لبنان سنة 1982 وإجبارها على
نقل مقرّها إلى تونس .
* مرحلة ثالثة ( بعد 1982) نظرا لبعد القيادة الفلسطينية عن الأراضي
المحتلة وسعيا لكسب تأييد الرأي العام العالمي تخلّت منظمة التحرير عن خيار الكفاح
المسلح واعترفت بدولة إسرائيل وقبلت بقرار التقسيم 242 الصادر عن الأمم المتحدة
سنة 1967 ودخلت في مفاوضات مع
الإسرائيليين توّجت بإمضاء اتفاقية أوسلو ( سبتمبر 1993 ) برعاية أمريكية وهو ما سمح بعودة القيادة الفلسطينية إلى
الأراضي المحتلة سنة 1994 غير أنّ عدم
التزام إسرائيل بتعهّداتها تجاه الشعب الفلسطيني أدّى إلى اندلاع انتفاضة الأقصى
التي أسقطت عمليا اتفاق أوسلو .
خـاتمة :
مثّلت القضية الفلسطينية ومازالت معضلة الشرق الأوسط نظرا لضعف الموقف
العربي وتعنّت الكيان الصهيوني والانحياز الغربي الكامل إلى جانب هذا الكيان
الغريب ./.