-->

خلاصة محور المرأة في المجتمعات المعاصرة

خلاصة محور المرأة في المجتمعات المعاصرة

الأهداف:1) تبين منزلة المرأة في المجتمعات المعاصرة شرقيها و غربيها .2) إدراك شروط صيانة مكاسب المرأة و دعمها.3) اتخاذ موقف نقدي من استغلال المرأة في الإعلام و الإشهار.


1) تبين منزلة المرأة في المجتمعات المعاصرة شرقيها و غربيها.

أ) على مستوى التشريعات:
بفضل توقيع معظم الدول المنضوية تحت لواء الأمم المتحدة على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ضمنت المرأة في هذه الدول معظم حقوقها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعيّة و هذا يعني أن مشكلة المرأة في المجتمعات المعاصرة لم تعد مشكلة نقص في التشريع و القوانين رغم التفاوت بين الدول شرقيها و غربيها (هناك تفاوت في التشريعات الضامنة لحقوق المرأة بين الدول الغربية فمثلا في الدول الاسكندينافية حقوق المرأة أكثر تطورا من بقية الدول) و كذلك هناك تفاوت في الدول الشرقية (في تونس مثلاً فالتشريعات المتعلقة بالمرأة متقدمة كثيرا مقارنة بعدّة دول عربيّة).
فهل المشكلة إذن مشكلة عقلية و ممارسة ؟
ب) على مستوى الواقع
- مما لا شك فيه أن المرأة في الدول الغربية المتقدمة و كذلك في بعض الدول العربية الاسلامية: قد حققت على مستوى الممارسة العديد من المكاسب فدخلت معترك الحياة السياسية كما أمست مفكرة باحثة و مختصة فاستحقت عبارة الأم مدرسة. كما أصبحت تمثل في هذه الدول بدا عاملة اقام عليها الاقتصاد كما هو الحال في كوريا و اليابان و لكن رغم هذا التطور الاقتصادي و الثقافي
و السياسي فإن الواقع مازال بعيدا عن الطموحات:
- إن بعض الحقائق تكشف عن واقع أليم تعيشه المرأة الغربية و خير دليل على ذلك إحصائيات 30نوفمبر 2007 و التي أثبتت أن نسبة حضور المرأة في البرلمانات الأوروبية تقدر ب17, 2 %  أما في مجالس النواب فنسبة حضور المرأة تقدر بـ17

» فكل هذه التسب تؤكد أن المساواة بين المرأة و الرجل على مستوى الواقع لم تتحقق بعد في الدول المتقدمة و لنا في اليابان والصين خير مثال للدلالة على ما تعيشه المرأة من اضطهاد فالمرأة  اليابانية مثلا تتحكم فيها العادات والتقاليد البالية في الزواج والطلاق وهي تستغل اقتصاديا . 
ا- كذلك المرأة الصينية فهي ترفض المناصب العليا و الترقيات بفعل ضغط التقاليد التي تفرض عليها العناية بزوجها و بيتها
- أجور الصينيات متدنية مقارنة بأجور الرجال .
- تتحمل المرأة الصينية مسؤولية الصعوبات التي تواجهها المؤسسة التي تعمل بها فتتعرض إلى اشكال من العنف قد تجبرها على الاستقالة .
ـ كما أن المرأة في الدول المتقدمة مازالت تعاني أشكالا عديدة من العنف المادي واللفظي وتثبت الإحصائيات أن نسبة 25% من النساء في بريطانيا يتعرضن للضرب من قبل أزواجهن أو شركائهن كما سجلت الشرطة في إسبانيا أكثر من 500 ألف بلاغ إعتداء جسدي على المراة في عام واحد و أكثر من حالة قتل واحدة كل يوم.
- اكتشف باحثون في مدينة سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية أن العنف الذي تواجهه النّساء إما من أزواجهن أو من أصدقائهن هو حالة مزمنة تعيشها 44% من الأمريكيات على الأقل.
في الدول الشرقية :
رغم التفاوت الموجود بين الدول الشرقية فإن وضعية المرأة على مستوى الممارسة مازالت تشهد تقهقرا و تعاني من ممارسات مبنية على التفرقة و تقييد الحريات. . فمثلا في لبنان حيث مساهمة المرأة قديمة نسبيا فإن عدد المنتسبات إلى الأحزاب السياسية اللبنانية على كثرتها لا يتجاوز 8% من عدد المنتسبين من الرجال كما أن المرأة يندر وجودها في الهيئات العليا للأحزاب حيث تتخذَ القرارات. .
 فإن كان هذا في لبنان البلد المتقدم نسبيًا فما هو شأنها مع بقية الدول ؟ حيث 
 تربي الأنثى على خدمة الذكر فحركاتها مقيدة و طلباتها مرفوضة . ويحول المجتمع الفوارق الطبيعية بين الذكر والأنثى إلى سلاح لاضطهاد المرأة و تتعرض يوميًا إلى العنف اللفظي و المادي. 
• تحرم من العمل بدعوى التسبب في بطالة الرجل
• تتدني أجور النساء مقارنة بالرجل.
وكثيرا ما تحرم المرأة من ارتقاء اعلى المناصب في الشركات بسبب عدم قدرتها على التوفيق بين بيتها وعملهاء
و تستصغر قدرات المرأة المهنية.
• تحرم من مواصلة تعليمها لأسباب مختلفة كالزواج و شرف العائلة...
و إذن ما تعانيه المرأة في المجتمعات العربية يعود بالأساس إلى أسباب أهمها:
- الثقافة الذكورية المتجذرة في هذه المجتمعات منذ أقدم العصور و التي تقوم أساسا على التمييز بين الذكر والأنثى في حين يتمتع الذكر بحريته في كل مظهر من مظاهر الحياة تقول نوال السعداوي «إن التربية التي تتلقاها البنت منذ الطفولة تخلق منها امرأة تافهة التفكير» 
و هكذا و رغم ما حققته المرأة الشرقية أو الغربية من مكاسب على مستوى التشريعات 
فان هذه المكاسب مازالت مهددة فما هي شروط صيانتها ؟

2) إدراك شروط صيانة مكاسب المرأة و دعمها

القد ناضلت المرأة من أجل تحقيق عدة مكاسب لذا فلابد من السعي إلى صيانتها و دعمها و ذلك ب
- الاجتهاد في تغيير الصورة النمطية للمرأة (المرأة المنجبة ـ المرضعة / الطباخة المغرية..) ونحت صورة مغايرة (المرأة العاملة المنتجة ربة العمل...) و في هذا الإطار تقول الدكتورة رياض
الرّغل « توجد أربعة مسالك يمكن عن طريقها دخول الحياة العامة هي الشغل و بعث المشاريع والنشاط الجمعياتي و النشاط السياسي»
- رفض وصاية الرجل و سلطته على المرأة و الاعتراف بقدرات المرأة الذهنية و العقلية ومهاراتها والامتناع عن النظر إليها على أنها جسد، جميل فقط بل إنها كفء له في إنسانيته و مساوية له في قدراته يقول نزار قباني: "عندما تأخذ المرأة موقعها كإنسان حر و مسؤول و عندما يرفع الرجل يده عنها نفسيا و اقتصاديا فسوف ترتاح هذه البشريّة مما تعانيه من الحرب القائمة بين الذكورة و الأنوثة »
و تنشد الكاتبة حياة البدري تغير العقليات بقولها « متى تتغير العقليات المندثرة التي لا تزال في الوقت الراهن تخنق طموح نسائنا و تقلّل من نشاطهن الهادف »
- على المرأة أن تتحلى بالرصانة و الحكمة و عدم الوقوع تحت وطأة الانفعال و ردود الأفعال المرتجلة فلا يحركها فعل الانتقام من الرجل بل إقناع كامل المجتمع بما فيها من قدرات يقول عبد العزيز المقالح: «أي محاولة يقوم بها الرجل أو تقوم بها المرأة لاستغلال ما تعرضت له النساء في وقت من الأوقات أو في عصر من العصور هو استغلال مدان و لا يترتب عنه أي انتصار
اللمرأة، بل العكس من ذلك ربما فتح الباب لسجال طويل تخسر المرأة معه في عملية معاكسة الكثير ممّا حققته و ما سوف تحققه في المستقبل.»

3) اتخاذ موقف نقدي من استغلال المرأة في الإعلام و الإشهاره

- باستثناء بعض البرامج المحدودة جدا التي تهتم بمناقشة قضايا المرأة السير والاجتماعية و الثقافية تظل صورة المرأة في الإعلام تلك الصورة التي تحاكي الثقافة الشعبية المرأة كما يريد الرجل أن تكون كائنا خارج الفعل و التأثير في القضايا الحاسمة و تؤكد ذلك البروفيسورة أولجا فارو نيئا عضو أكاديمية العلوم الروسية قائلة: «في حقبة التسعينات تفاقمت عمل تنميط النساء في وسائل الإعلام الروسية: فتم تقديم المرأة إما في المطبخ أو بين الأطفال أو بضاعة تحاكي الثقافة الشعبية عن 
- المرأة في الفضائيات العربية كائن بلا طموحات و لا تملك وجهة نظر في القضايا العامة أما المرأة العاملة فتصورها هذه الفضائيات مجردة من مشاعر الأمومة و معتدية على العادات والتقاليد و تخوض الصراع مع المجتمع الذي لابد من أن ينتهي بإقرارها بالخطأ الذي ارتكبته وبالتالي عودتها إلى المنزل من جديد.
- أعد مركز المرأة العربية للتدريب و البحوث تقريرا شاملاً أسفر عن خمسين دراسة و بحثا نشرت فيما بين (1995و 2005) و قد أكدت هذه الدراسات أن الإعلام العربي تناول موضوع المرأة بصورة سلبية: المرأة العربية فاسدة الأخلاق و العقل و الطباع و جاهلة و ضيقة الأفق.
- المسلسلات التي تبثها بعض القنوات العربية تسيء إلى المرأة و ترسخ صورتها النمطية . و حتما فهذه الصورة تتجاهل الدور الإيجابي الذي تقوم به المرأة في تنمية المجتمع فيتعين على
القنوات التلفزيونية و الإذاعية و الصحافة المكتوبة و الإلكترونية فتح المجال للابداعات النسائية وإبراز تنوع الأدوار التي تضطلع بها النساء في كل ميادين التنمية و تسليط الضوء على تجارب النساء الإيجابية في كل المجالات.
ب) صورة المرأة في الإعلان ( الإشهار و الدعاية):
- تقول أولجا فارونيتا «أما في الإعلانات فكثيرا ما يتم الإعلان عن البضاعة باستخدام رموز أو مواقف مشرة و في تسعين بالمائة من الحالات يكون الطعما هو جسد المرأة
- يستغل جسد المرأة الجميل في الإعلان عن المنتوج فمؤسسات الإشهار تسعى إلى استغلال جمال المرأة و رشاقتها و بنيتها الجسدية للتسويق لمنتجاتها و تحقيق الأرباح الهائلة. تقول أولجا فارونينا «فالجسد النسائي الجذاب يضفى الجاذبية على البضاعة التي يتم الإعلان عنها فحين يقوم المشتري بتأثير هذا الإعلان بشراء باريكا أو سيراميك فهو في وعيه الباطني كما لو كان
يمتلك تلك المرأة الجميلة بصورتها الموجودة عليها في الإعلام» | فهكذا حولت الإعلانات المرأة إلى سلعة تباع وتشترى و الى لوحة بعلو فيها جسد المرأة الجميل الجذاب على عقلها و وجدانها .

إذن فالمرأة في وسائل الإعلام مضمونا و إشهارا هي صورة نمطية تعد شكلاً من أشكال العنف المسلط عليها لأنها تستغلها و تعود بها أشواطا إلى الوراء ضاربة بالمكاسب التي حققتها على مدى
نضالها الطويل من أجل حقوقها الإنسانية . فلا بد إذن من توعية المجتمعات الحديثة بحقيقة هذا الاستغلال الجديد لتتحرر المرأة من الاستعباد و الاستغلال الوحشي لها في وسائل الإعلام و الإشهار و يتطلب ذلك مجهودا كبيرا من المراة ذاتها و ذلك برفض هذه الصورة النمطية مهما كان الإغراء المادي للشركات الإشهارية.