-->

البرازيل بلد صناعي جديد - التباينات الاجتماعيّة والمجاليّة

التمشي البيداغوجوي

أثـــــر الدرس

المدخل ص255: 
- حدّد الانعكاسات الاجتماعية والمجاليّة للقفزة الاقتصاديّة البرازيليّة.
الجدول 1 ص 255 + المصاحبة عدد1: - أبرز مظاهر تحسّن المؤشّرات الديمغرافيّة والاجتماعيّة بالبرازيل بين 1990و 2011


وثيقة2+3 ص 255:
- بين مظاهر تفاوت الدخل بين الفئات الاجتماعيّة بالبرازيل.



وثيقة4 ص 256 : - استخرج مظاهر تفشّي الفقر بالبرازيل.



جدول5ص 256:
- استخرج مظاهر تنامي الفوارق العرقيّة بالبرازيل.


وثيقة7 ص 257:
- احتسب نصيب الملكيّات الكبرى (اللاتيفنديا : أكثر من 100هك) من مجموع المساحة الزراعيّة ومجموع المستغلات .

- استخرج نصيب الملكيّات الصغرى (المينيفنديا: دون 10 هك)
الفقرة الأولى من النص 8 + النصف الثاني من إضاءات ص 257:  - أبرز انعكاسات التفاوت الشديد في توزيع الملكيّات الزراعيّة في الأرياف البرازيليّة.
 صورة 10 + إضاءة ص258 + وثيقة 11 ص 259: 
- استخرج أشكال اللامساواة بالوسط الحضري البرازيلي وأبرز انعكاساتها.




جدول 12 ص 259:
- أبرز مظاهر ثقل وزن الجنوب الشرقي والجنوب في مستوى السكان و الناتج الداخلي الخام.
خريطة 16 ص 261: - حدّد المدن المكوّنة للمثّلث
الصناعي بالجنوب الشرقي والجنوب.
السطر الأخير في الجدول 12 ص 259: بيّن مظاهر هامشيّة إقليم الشمال الشرقي.نص 13 ص 260 +خريطة 16 ص 261: حدّد النشاط الاقتصادي المميّز لإقليم الشمال الشرقي 



خريطة 16 ص 261: 
- حدّد النشاط المميّز للوسط الغربي.
خريطة 16 ص 261 : 
- حدّد النشاط المميّز للشمال.

المقدمة:
اقترنت القفزة الاقتصاديّة البرازيليّة بتباينات اجتماعيّة وإقليميّة عميقة تحوّلت إلى سمة مميّزة للبرازيل وجعلت منه أحد أكثر بلدان العالم لا مساواة ومثالا دالاّ على سوء التنمية التي أفضت إليها التجارب التنمويّة في عديد الأقطار النامية.
І – تباينات اجتماعيّة حادّة:
حقّق البرازيل تقدّما اجتماعيّا ملموسا يتجلّى من خلال تحسّن مختلف المؤشّرات الديمغرافيّة غير أنّ هذا التحسّن لم يشمل كافّة فئات المجتمع ولم يخفّف من حدّة تركّز الدخل والملكيّة والنفوذ.
1- التفاوت في توزيع الثروة:
لم يتقاسم البرازيليّون ثمار النموّ الاقتصادي بطريقة عادلة ومتوازنة :
أ- تركّز الدخل لدى أ قليّة محدودة:
يحتكر 1% من السكّان الأكثر ثراء 12.5 %من مجموع الدخل الوطني في حين لا يتحصّل 50 % من السكّان الأكثر فقرا إلاّ على 14.7 %من الدخل سنة 2007.
يعتبر البرازيل من أكثر بلدان العالم من حيث درجة اللامساواة في توزيع الدّخل بحوالي 55 من 100 من مؤشّر  جيني لقيس اللامساواة سنة 2010.
ب- تفشّي ظاهرة الفقر في المجتمع البرازيلي:
أفرزت حدّة اللامساوة في توزيع الثروة تفشّي ظاهرة الفقر حيث يعاني 50 مليون برازيلي نقص التغذية ويواجه 1/4 البرازيليّين الفقر ويعاني أكثر من 1/10 السكّان الفقر المدقع كما تعيش 1/2 الأسر  على دخل لا يتجاوز 1 دولار أمريكي في اليوم.
ج- تنامي الفوارق العرقيّة: 
رغم التمازج العرقي والثقافي بالبرازيل تبقى اللامساواة تصطبغ بلون البشرة حيث يحتكر البيض الامتيازات والنصيب الأكبر من ثمار القفزة الاقتصاديّة، وتبقى ظروف العيش لدى البيض أفضل بكثير ممّا عليه لدى الملوّنين وخصوصا السود والخلساء الذي يمثّلون أكثر من 2/3 الفقراء.
        تغذية مشاكل العنف بين مختلف الأعراق ممّا يهدّد تماسك الأمّة البرازيليّة. 
2- تفاوت في توزيع الأرض بالأرياف:
تتّسم الهياكل العقاريّة باختلال كبير في التوازن يتجلّى في تنامي الظاهرة اللاتيفنديّة إذ تستحوذ الملكيّات الكبرى التي تتجاوز مساحتها 100هكتار على قرابة 80 %من الأراضي الزراعيّة رغم أنّها لا تمثّل أكثر من 11 %من إجماليّ عدد المستغلاّت. أمّا المستغلاّت الصغرى التي تقلّ مساحتها عن 10 هكتار وتسمّى بالمينيفنديا فلا يتوفّر لها أكثر من 2.2 %من مجموع الأراضي الزراعيّة رغم أنّها تمثّل 50 %من مجموع المستغلاّت. وهي تعاني من ضعف الدخل ومن التهميش. كما تتميّز الأرياف البرازيليّة ببروز أعداد هائلة من الفلاّحين بدون أراضي ممّا يؤدّي إلى حدوث مواجهات دمويّة بين كبار الملاّكين والمزارعين الذّين يقتحمون الأراضي المهملة.  


3- تركّز الفقر والثراء داخل المدن:  
تتميّز المدن البرازيليّة بتجاور الفقر والثراء حيث نمت في أكبر المدن أحياء فقيرة تعرف بالفافيلا (   الكورتيكوس ) تأوي النازحين من الأرياف وتنعدم فيها أبسط المرافق الضروريّة فترتفع فيها البطالة ويعتمد سكّانها على أنشطة القطاع الثالث غير المهيكل. تجاور الفافيلا الفقيرة بالمدن الكبرى كريو دي جانيرو وساوباولو أحياء مركزيّة راقية تتركّز فيها الثروة والبذخ.
                     يؤدّي انعدام المساواة في الوسط الحضري إلى انتشار عديد المشاكل كالإجرام وتجارة المخدّرات وانتشار ظاهرة الاختطاف وأطفال الشوارع.
ІІ-  تباينات إقليميّة عميقة:
1- الجنوب الشرقي والجنوب: البرازيل المركزي:
يمثّل الجنوب الشرقي والجنوب مركز الثقل الديمغرافي والقلب الاقتصادي للبلاد. يأوي 57 %من سكّان البلاد ويوفّر 3/4 إجماليّ الناتج الداخلي الخام و50 %من قيمة الإنتاج الصناعي المحلّي. كما يتميّز بارتفاع مستوى عيش سكّانه مقارنة بالأقاليم الأخرى. يتكوّن البرازيل المركزي من المثلّث الصناعي والمالي بساوباولو ( أكثر من 18 مليون نسمة) وريو دي جانيرو (11 مليون نسمة) وبيلّو أوريزنتي (5 مليون نسمة).  

2- البرازيل الطرفي في الشمال الشرقي:مجال إقليمي متخلّف :
يعدّ " البرازيل القديم" أقلّ الأقاليم البرازيليّة تقدّما وأكثرها فقرا ويتميّز هذا الإقليم بكثافة سكّانيّة عالية وهجرة سالبة. فهو يضمّ 28 %من سكّان البلاد وأكثر من 1/2 فقراءها ويعاني أغلب سكّانه ظروف معيشيّة صعبة. يبقى إسهام الإقليم في الثروة متواضعا فهو مجال ريفيّ بالأساس ويواجه صعوبات ناجمة عن حدّة الجفاف خاصّة في " مضلّع العطش" أمّا التصنيع فيتخصّص في أكبر مدنه مثل رسيف و سلفادور وباهيا.
3- البرازيل الريادي: في الشمال والوسط الغربي:
يعرف إقليمي الشمال والوسط الغربي "بالبرازيل الكامن"، إذ يمثّل مناطق فسيحة وغنيّة بالموارد الطبيعيّة لم يكتمل إحياؤها بعد.
أ- الوسط الغربي:
  إقليم زراعي مختصّ في الزراعات التجاريّة (صوجا) وتربية الماشية الممتدّة ولا تبرز الصناعة إلاّ بمدينة كوييابا التي تختصّ في الصناعات الفلاحيّة الغذائيّة.
ب- الشمال:
 يغطّي منطقة أمازونيا ويعدّ أكبر مجالات الريادة في العالم فهو إقليم غنيّ بالثروات (خشب، حديد، كهرباء) إلى جانب مخزونه الهائل من الأراضي الزراعيّة غير أنّ تعميره يبقى ضعيفا بسبب الرطوبة وكثافة الغابة الاستوائيّة لذلك ينعت بـ "الجحيم الأخضر".
                أمازونيا تمثّل متنفّسا لمشاكل الأقاليم الأخرى فهي "توفّر أرضا بلا سكّان لسكّان بلا أرض" .
خاتمة:
رغم سعي الدّولة إلى التخفيف من حدّة التباينات الاجتماعيّة والمجاليّة فإنّ هذه التباينات تبقى هيكليّة ومزمنة وهي مرشّحة للاحتداد في ظلّ المنهج التنموي البرازيلي المعتمد على الانفتاح الاقتصادي ممّا يجعل من البرازيل فعلا بلد التناقضات الحادّة ونموذجا لسوء التنمية.