العلاقات الدولية: من الحرب الباردة الى انهيار الإتحاد السوفياتي
|
||||||||
III- العلاقات
الدولية من 1962 الى 1991:
1- مظاهر الانفراج :
أ-
على المستوى الدبلوماسي :
-
يظهر هذا الانفراج في اعتراف المانيا الغربية بألمانيا الديمقراطية في إطار سياسة
التشريق التي اتبعتها المانيا الغربية بزعامة ويلي برندات في إطار
تحسين علاقاتهما بالإتحاد السوفيتي و نتج عن ذلك قبول عضوية الألمانيتين في
الأمم المتحدة سنة 1973.
-
كما يظهر الانفراج أيضا في تبني الولايات المتحدة الامريكية الدبلوماسية
المثلثة تجاه الدول الشيوعية و اعترافها بالصين التي انضمت بعد ذلك لمنظمة
الأمم المتحدة سنة 1971.
ب-
على الصعيد العسكري :
-
عملت الولايات المتحدة الامريكية و الإتحاد السوفيتي على الحد من سباق التسلح و
ذلك بإمضاء اتفاقية عدم انتشار الاسلحة النووية و اتفاقية سالت 1 (محادثات
الحد من الاسلحة الاستراتيجية ). و تهدف هذه الإتفاقيات الى منع التجارب النووية
و الحد من امتلاك الصواريخ البالستية و الغواصات القاذفة للصواريخ...
ج-
على الصعيد العلمي و الثقافي :
-
يظهر التعاون بين العملاقين خاصة في مجال الفضاء من خلال تبادل المعلومات و
البحوث و خاصة التحام المركبة الفضائية سويوز بالمركبة الفضائية
الامريكية أبولو ( 1975 ).
- كما يظهر أيضا في مؤتمر هلسنكي ( فنلندا )
حول الامن و التعاون بأروبا و حضره العملاقين ( يضم 35 دولة ) و نص على الاحترام
المتبادل للسيادة الترابية و السياسية لكل الدول و عدم اللجوء للقوة.
د- على المستوى الإقتصادي :
- قبول الولايات المتحدة الامريكية تزويد الإتحاد السوفيتي بالحبوب و معدات
التكنولوجيا المتطورة : سوق شاسعة تنفتح امام الولايات المتحدة الامريكية.
2-
النزاعات الطرفية و عودة التوتر :
أ-
ربيع براغ 1968 ( او ربيع التحرر ) :
-
عملت تشيكوسلوفاكيا على انتهاج سياسة ليبرالية نسبيا " اشتراكية ذات وجه
إنساني " لكن الإتحاد السوفيتي رفض هذا التوجه (
و برزت في هذا الإطار نظرية بريجينيف التي تحد من سياسة دول أروبا
الشرقية ) و قد تدخلت قوات حلف فرصوفيا لإنهاء ربيع براغ و إعادة البلاد الى النهج
الشيوعي بالقوة.
ب-
حرب فيتنام (الجنوبية
) : 1963-1973 :
-
عمل الشيوعيون المحليون "الفيتكونغ" ( بمساندة فيتنام الشمالية
الشيوعية و الإتحاد السوفيتي ) على توحيد بلادهم ( فيتنام الجنوبية ) مع فيتنام
الشمالية تحت الراية الشيوعية => تدخلت الولايات المتحدة الامريكية عسكريا بنجدة حليفتها
الجنوبية لكنها فشلت في صد الشيوعيين و اجبرت على الإنسحاب بعد معارضة شديدة من
الرأي العام العالمي و الامريكي : أول هزيمة للولايات المتحدة الامريكية في
تاريخها.
=> تم توحيد فيتنام سنة 1975 تحت الراية
الشيوعية كما ان اللاوس و كمبوديا أصبحا شيوعيين.
ج- توسع النفوذ السوفيتي في
أمريكا اللاتينية و افريقيا :
- عمل الاتحاد السوفيتي على تدعيم
الماركسيين الذين خاضوا حروب عصابات للسيطرة على أنظمتهم ( المتحالفة مع الولايات المتحدة الامريكية ) في
أمريكا اللاتينية و قد نجح الصندينيون في بعث نظام شيوعي في نيكاراجوا سنة 1979
و لم يستطع الامريكيون إسقاطه.
-
كما امتد النفوذ السوفيتي في إفريقيا لدعم حركات التحرر الماركسية في أنغولا و
الموزمبيق و اثيوبيا التي اقامت نظام شيوعي سنة 1974.
د-
الغزو السوفيتي لأفغانستان : 1979-1989 :
-
تدخل السوفيات في أفغانستان سنة 1979 لنجدة النظام الشيوعي الذي اصبح مهددا من
قبل المجاهدين الافغان مما اثار مخاوف الولايات المتحدة الامريكية حول منطقة
الخليج التي ستصبح في مرمى النفوذ السوفيتي
|
=>
الولايات المتحدة
الامريكية ترفض تزويد الإتحاد السوفيتي بالحبوب و تقاطع الألعاب الاولمبية
المقامة في موسكو ( 1980 ) و ترفض التوقيع على اتفاقية سالت 2 كما تدعم المجاهدين الأفغان بالسلاح ( صواريخ
ستينغر ) و نتج عن ذلك إنسحاب الإتحاد السوفيتي من افغانستان سنة 1989 في عهد غورباتشوف
بعد تكبد خسائر ضخمة.
ه-
أزمة الصواريخ الاروبية :
- نتجت
هذه الازمة عندما قام الإتحاد السوفيتي بنشر صواريخ SS20 ( متوسطة المدى ) في أوربا الشرقية و رفض
سحبها فقامت الولايات
المتحدة الامريكية بنشر صواريخ BRESHNIG 2 في أروبا الغربية ( رغم
معارضة الرأي العام الأروبي ) كما عمل ريغن على مشروع مبادرة الدفاع
الإسترتيجية أو حرب النجوم و تتمثل في تزويد الولايات المتحدة الامريكية بدرع صاروخي قادر على إعتراض الصواريخ
المعادية ( بواسطة الأقمار الصناعية ).
3- تصدع الكتلة الإشتراكية الاروبية و انهيار
الإتحاد السوفيتي :
أ- إنهيار الأنظمة الشيوعية في أروبا الشرقية :
- بدأ هذا الإنهيار مع بولونيا حيث عملت
المعارضة بقيادة لاش فاليزا على إجبار الشيوعيين على تنظيم انتخابات حرة
فازت بها سنة 1990 ( و ياتي ذلك في ظل تفاقم الأزمة الإقتصادية و الإجتماعية
للإتحاد السوفيتي و بعد إعلان غورباتشوف عدم تدخل البلاد عسكريا إذا تعرض بلد
إشتراكي أروبي لتهديد داخلي او خارجي ).
=> إنسلاخ بولونيا
من الإتحاد السوفيتي ثم المجر ( في نفس السنة ) حيث طالبت التحركات الشعبية بفتح
الحدود مع النمسا و اصبح سكان ألمانيا الشرقية يهاجرون الى ألمانيا الغربية عبر
المجر و النمسا فتم إزاحة هذا الجدار ( بعد ان فقد مفعوله ) و توحدت ألمانيا
الشرقية مع الغربية كما إنسلخت بلغاريا و تشيكوسلوفاكيا و رومانيا من الإتحاد
السوفيتي.
ب- إنهيار الإتحاد السوفيتي :
- عمل غورباتشوف الذي وصل الى السلطة سنة 1985
على القيام بإصلاحات هيكلية عبر سياسة البروسترويكا و سياسة الغلاسنوست
( إعتماد الشفافية ) و هي إصلاحات تقوم على تشجيع المبادرة الفردية و تحسين
الوضع الإقتصادي للسكان ( خاصة بعد ان اصبح الفرق واضح مع مستوى عيش سكان
البلدان الرأسمالية ) كما عمل غورباتشوف على العودة الى سياسة الإنفراج مع
الولايات المتحدة الامريكية حيث سحب الجيوش السوفيتية من افغانستان و سحب صواريخ
SS20 من
أروبا و وقع إتفاقية STAR 1 ( للحد من الأسلحة النووية ).
- لم تنجح هذه السياسة
التحررية لغورباتشوف فقد إستغلتها البلدان الإشتراكية الاروبية للإنسحاب من
الإتحاد السوفيتي و اصطدمت بالنعارضة الداخلية للمحافظين => غورباتشوف يعلن إستقالته من رئاسة الإتحاد السوفيتي يوم 25
ديسمبر 1991.
- هذا
الإتحاد فقد معناه خاصة بعد استقلال جمهورية روسيا الغتحادية بزعامة يلتسين
=> إنهيار الإتحاد السوفيتي و نهاية الحرب الباردة و نظام الثنائية القطبية.
خاتمة: بسقوط الإتحاد
السوفيتي تنتهي الحرب الباردة التي لم تتحول الى حرب مباشرة بسبب توازن الرعب
النووي و تنتهي لاثنائية القطبية لتبقى الولايات المتحدة الامريكية القطب الاوحد
في العالم.
|
|||||||