-->

الجنوب: البلدان الأقلّ تقدّما بالساحل الإفريقي - حصيلة التنمية

التمشي البيداغوجوي

أثـــــر الدرس
خريطة1+ إضاءات + جدول2 ص 270:
- حدّد موقع البلدان الأقلّ تقدّما بالساحل الإفريقي وبيّن خصائصها الجغرافيّة.




وثيقة مصاحبة عدد :
- حدّد مظاهر ضعف الناتج الداخلي الخام لبلدان الساحل الإفريقي
جدول 3 ص 271: - أبرز مظاهر ضعف الناتج الداخلي الخام للفرد ببلدان الساحل الإفريقي الأقلّ تقدّما.
جدول6 ص 339:- أبرز مظاهر حدّة الفقر ببلدان الساحل الإفريقي.
نص5 ص 271جدول6 ص 272
- أبرز صعوبات الوضع الغذائي وعوامله بلدان الساحل الإفريقي.






جدول 6 ص 272:- حدّد انعكاسات الوضع الغذائي الصعب على الوضع الصحّي.
وثائق 6 +7 ص 272:
- أدرس خصوصيّات الوضع التعليمي ببلدان الساحل الإفريقي.
 وثيقة مصاحبة عدد:- حدّد المراتب العالميّة لبلدان الساحل الإفريقي اعتمادا على مؤشّر التنمية البشريّة.
نص 8 ص273: 
- حدّد خصائص النموّ الاقتصادي ببلدان الساحل الإفريقي.
وثيقة9+10 ص 273: - حدّد  خصائص نموّ الناتج الداخلي الخام ببلدان الساحل الإفريقي.
جدول 11ص 274: أبرز مكانة الفلاحة في اقتصاديّات البلدان الأقلّ تقدّما بالساحل الإفريقي.
الجدول الأخضر ص 274:
حدّد خاصيّة النشاط الفلاحي ببلدان الساحل الإفريقي.

الوثيقة السابقة +جدول 13+ 14 ص 275: -حدّد أنظمة النشاط الزراعي التقليدي.
-حدّد خصائص النشاط الزراعي الغابي.








الوثيقة السابقة +وثائق 15+16 ص 276:
حدّد خصائص النشاط الرعوي الترحالي.



الوثيقة السابقة +جدول 17 ص 276:
حدّد خصائص النشاط الزراعي العصري التصديري.





جدول18 ص 277:  أبرز مكانة القطاع غير المهيكل في التشغيل.
إضاءة ص 277:أذكر بعض أنشطة القطاع غير المهيكل.
نص 19 ص277: أبرز دور القطاع غير المهيكل ببلدان الساحل الإفريقي.

جدول20+ خريطة 21 ص 277+278:-  أبرز مكانة الصناعة العصريّة في اقتصاديّات  بلدان الساحل الإفريقي.
- حدّد مراكز تركّز الصناعة بهذه البلدان.







جدول 22 ص 278:
حدّد بنية صادرات البلدان الأقلّ تقدّما بالساحل الإفريقي.





جدول 22 ص 278: حدّد حصة  الواردات الغذائيّة من إجمالي واردات  البلدان الأقلّ تقدّما بالساحل الإفريقي.
جدول 23 ص 279:
أبرز حصيلة الموازين التجاريّة للبلدان الأقلّ تقدّما بالساحل الإفريقي.

وثائق 25+26+27 ص 279 +280 : حدّد الأطراف المتدخّلة في مساعدة هذه البلدان وأشكال تدخّلها.
- أبرز تطوّر قيمة المساعدة المقدّمة لهذه البلدان وحدّد وزنها في الناتج الداخلي الخام.
المقدمة: تنتمي بلدان الساحل الإفريقي إلى الجنوب و هي من البلدان الأقل تقدّما في العالم و تتكون من 8 بلدان (موريتانيا، غامبيا، السنغال،تشاد،غينيا بيساو ، بوركينافاسو، مالي و النيجر)    و تنضوي ضمن "اللجنة الدولية المشتركة لمقاومة الجفاف". تمتد على مساحة تفوق 5.3 مليون كم2  و تضم 82.3 مليون نسمة سنة 2012. سعت منذ حصولها على الاستقلال السياسي منذ ستينات القرن الماضي إلى تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية.فما هي حصيلة التنمية في دول الساحل الإفريقي؟
I - مستوى تنمية بشرية محدود جدّا :
1) دخل فردي ضعيف جدّا:
تعدّ البلدان الأقل التقدّم بالساحل الإفريقي من أفقر بلدان العالم حيث تتميز بـ:
v   ضعف ناتجها الداخلي الخام ،حيث لا يساوي مجمل الناتج الداخلي الخام للبلدان الثمانية 1.4% من الناتج الداخلي الخام لفرنسا و حوالي 50%  من رقم معاملات شركة ميكروسفت.
v   ضعف نصيب الفرد من الناتج الداخلي الخام، فيبلغ 642 دولار بالنيجر و964  دولار بمالي.
لذلك ترتفع نسبة الفقر ببلدان الساحل الإفريقي إذ يعيش 1/2 السنغاليين بأقل من 1 دولار في اليوم و تصل النسبة إلى 68.4 %في مالي و 81.8 % في النيجر.
 2) وضع غذائي و صحي صعب :
v             تتميز البلدان الأقل تقدّما بالساحل الإفريقي بضعف القدرة على الاستجابة للحاجيات الأساسية للسكان. و تواجه هذه البلدان مجاعات متواترة       و تعدّ مجاعات 1980 و 2005 أكثر المجاعات شمولا و اتساعا.  و ترتبط هذه المجاعات بالجفاف الذي يتزامن مع موجات الجراد و غلاء أسعار الحبوب وأعلاف الحيوانات مما أدى إلى هلاك الكثير منها.
v             كما يعاني سكان البلدان الأقل تقدّما بالساحل الإفريقي نقصا كميّا في التغذية يجسّده ضعف معدّل الحريرات اليوميّة المتوفرة للفرد التي هي دون الحد الأدنى في 6 دول .
v             كما تعاني هذه الدول من نقص نوعي في التغذية إذ يعاني من سوء التغذية بين 1/10 و 1/3 السكان حسب البلدان.
            تواجه هذه البلدان أزمة غذاء هيكلية و تتسبب الخصاصة الغذائية وخاصة في صفوف الأطفال في ارتفاع نسب وفيات الأطفال إذ تفوق 150 ‰ كما تواجه هذه البلدان خطر الأوبئة و تفشي أمراضا خطيرة كالسيدا و الملاريا ويسجّل معدّل أمل الحياة أدنى مستويات له.
3) انتشار الأميّة:
 تسجّل هذه البلدان أدنى نسب تمدرس في العالم  و لا تتحسّن هذه النسبة إلا في الرأس الأخضر.و يؤدي تدنّي نسبة التمدرس إلى تفشّي ظاهرة الأميّة بكامل بلدان الأقلّ تقدّما بالساحل الإفريقي حيث تسجّل مستوى قياسيا بكل من النيجر و مالي وبوركينا فاسو ( فوق 80%) .
                 تحتل البلدان الأقلّ تقدّما بالساحل الإفريقي المراتب الأخيرة حسب مؤشر التنمية البشرية  لسنة 2012 و تحتل النيجر المرتبة 186 عالميا بـ 0.304.
II - بنية اقتصاديّة هشّة :
1)    نمو اقتصادي ضعيف و متذبذب:
يشهد النمو الاقتصادي في البلدان الأقل تقدّما بالساحل الإفريقي تذبذبا حادّا من سنة إلى أخرى. و هو تذبذب مرتبط خاصة بتأثر القطاع الفلاحي بتقلبات الأمطار السنوية. كما يتميز الناتج الداخلي الخام للفرد بضعف نسب نموها وهي نسب دون الـ  7 % بكثير وهي عتبة تعتبرها الهيئات التابعة للأمم المتحدة حدّا أدنى من الواجب تحقيقه لتحسين مستوى العيش ولمقاومة ظاهرة الفقر.
2) فلاحة عاجزة عن تحقيق الاكتفاء الغذائي الذاتي:
v   تبقى الفلاحة القاعدة الأساسية لاقتصاديات البلدان الأقل تقدّما بالساحل الإفريقي حيث تساهم بنسب تتراوح بين 50%  و 92 % في التشغيل و الناتج الداخلي الخام.
v   حافظ القطاع الفلاحي على البنية الثنائية الموروثة عن الاستعمار فهو يجمع بين فلاحة تقليدية مهيمنة و قطاع عصري محدود الانتشار يسود بالمناطق السقوية خاصة.
أ- الفلاحة التقليدية: تقوم على نظامين زراعيين متكاملين : هما الزراعي-الغابي و الرعوي- الترحالي:
v       النظام  الزراعي-الغابي:
 - يسود بمناطق السافانا و المناطق التي تم التوسع فيها على حساب الغابات في نطاق زراعة الضريم. 
- يتعاطى السكان زراعة مطرية تعتمد إنتاج الحبوب الثانوية ( دخن ، درع، ذرة) إلى جانب استغلال الغابة ( خشب+ علف) كما يمارسون فلاحة سقويّة عند توفر المياه  (مجاري وآبار) في نطاق مستغلات صغيرة عائلية و تستعمل وسائل تقليدية بسيطة.
- كما تتميز هذه الفلاحة المعاشية بتذبذب إنتاجها المرتبط بتقلب كميات الأمطار السنوية. و كذلك بضعف مردودها حيث لا يتجاوز مردود الحبوب 12 قنطار/هك بجلّ بلدان الساحل الإفريقي .
- لذلك لا تحقق الفلاحة المعاشية الاكتفاء الذاتي الغذائي و ترتفع واردات المواد الغذائية الأساسية.
v       النظام الرعوي-  الترحالي:و هو من اختصاص قبائل البال     ( peuls) و الطوارق و هي قبائل رحّل تعيش من تربية الأبقار    و الإبل و الأغنام بالمناطق الشمالية ( الصحراء و السباسب)     و لكنها ترتحل نحو الجنوب عند اشتداد الجفاف بحثا عن المرعى مما يثير نزاعات عديدة مع سكان المناطق الجنوبية.
و رغم الصعوبات و ضعف المردود ساهم هذا النشاط في نمو الثروة الحيوانية التي  أصبحت تساهم في التصدير نحو البلدان الإفريقيّة المجاورة لكّنها أحدثت   ضغطا على الموارد الطبيعية مما زاد في ظاهرة التصحّر و تقليص المراعي.
ب- الزراعات التصديرية: و هي موجهة أساسا للتصدير و تنشط في نطاق ضيعات كبيرة المساحة نسبيا وتعتمد وسائل عصرية و يد عاملة أجيرة و تستغل أخصب الأراضي و خاصة السقوية منها ( سهول نهر السنغال و النيجر) و تقوم على تعاطي زراعات تجارية مثل القطن ( بوركينافاسو) و الفول السوداني ( كاكاوية) بالسنغال  و قصب السكر بالتشاد .كما يواجه هذا القطاع عدة مشاكل كالمنافسة في الأسواق العالمية وتملّح التربة بسبب الري المفرط و التبخّر مما أحدث عدّة أضرار بيئية.  
3) أنشطة حضرية ضعيفة:
أ- هيمنة الأنشطة غير المهيكلة في المدن:
v   أصبح القطاع غير المهيكل النشاط الأساسي بمدن الساحل الإفريقي فهو يوفّر أكثر من 3/4 مواطن الشغل بالمدن العواصم.
v   تبرز تركيبة القطاع غير المهيكل هيمنة الأنشطة الخدمية على اختلاف أنواعها كتجارة التفصيل و النقل و الإطعام ، كما يضم ورشات صناعية بسيطة تشغّل أقل من 5 عمال و يغلب عليها الطابع العائلي.
v   يلعب القطاع غير المهيكل دورا اجتماعيا هاما فهو يوفّر فرص عمل ويحدّ من البطالة ويساهم في إدماج النازحين الجدد غير أنّه يحرم الدول من موارد ماليّة هامّة باعتباره ينشط خارج الأطر القانونية و لا يدفع الضرائب.
ب-  وظيفة صناعية محدودة:
v     تتسم جل البلدان الأقل تقدّما بالساحل الإفريقي بضعف التصنيع باستثناء السنغال التي تمكنت من إقامة صناعات كيميائية تعتمد على تحويل الفسفاط وصناعة غذائية لإنتاج الزيوت النباتية خاصة.
v     تتسم الصناعة العصرية بضعف مساهمتها في التشغيل ( دون 15% ) و في الناتج الداخلي الخام ( دون 30% ) في جل البلدان و تتركز بالعواصم التي تهيمن على أكثر من 50% من الوحدات الصناعية مثل نيامي(النيجر) و داكار (السنغال) وباماكو(مالي) و واقادوقو ( بوركينافاسو).


III -  تجارة خارجية ضعيفة و تعويل مفرط على المساعدات الخارجية:
 1) تجارة خارجية ضعيفة:  تحتل البلدان الأقل تقدّما بالساحل الإفريقي مكانة محدودة جدّا في التجارة العالمية حيث :
 أ -صادرات مقتصرة على عدد محدود من المواد الأولية: يبقى التصدير بالبلدان الأقل تقدّما  بالساحل الإفريقي يقوم على عدد محدود من المواد الأولية المنجمية (حديد بموريتانيا و الأورانيوم بالنيجر) أو النباتية (القطن بمالي) أو الحيوانية ( أسماك بموريتانيا و الرأس الأخضر و السنغال) . غير أن أسعار المواد المصدرة اتسمت طيلة العقود الثلاث الأخيرة بتذبذب شديد في الأسواق العالمية ممّا يقلص المداخيل و يعرقل التنمية. كما أن حاجة هذه البلدان الملحّة للعملة الصعبة جعلتها تكثّف استغلال هذه الموارد مما عرّض بعضها إلى الاستنزاف ( الثروة السمكية).
ب- واردات تجسّد التبعيّة الغذائية: تبرز تركيبة الواردات أهمية الواردات الغذائية التي تحتكر حسب البلدان والسنوات نسبة تتراوح بين 1/6 و 2/3 القيمة الجملية للواردات.و تتركب من المواد الغذائية الأساسية .
ج-موازين تجارية عاجزة:
تجسّم الموازين التجارية الوضعية الصعبة للتجارة الخارجية للبلدان الأقل تقدما بالساحل الإفريقي باعتبارها تشكو من عجز هيكلي.  كما ترتبط التجارة الخارجية لهذه الأقطار ارتباطا وثيقا بأوروبا و تمثّل فرنسا أول طرف تجاري لجل هذه الأقطار.
2) تعويل مفرط على المساعدات الخارجيّة: 
v   تقدّم هذه المساعدات من طرف البلدان المتقدمة و بعض البلدان النفطية والمؤسسات الدولية و تتخذ أشكالا متعددة كالمساعدة الغذائية و الهبات والقروض و المساعدة الفنية.
v   عرفت قيمة المساعدة العمومية من أجل التنمية تطورا ملحوظا حيث أصبحت تمثل نسبة هامة من الناتج القومي الخام فاق الـ 1/3 في بعض البلدان. و قد خلقت القروض المسندة في إطار هذه المساعدة تبعيّة مفرطة تجاه البلدان المقرضة وكانت أحد مصادر الدين الخارجي.
خاتمة:تبرز مؤشرات التنمية ببلدان الساحل الإفريقي ضعف مستوى التنمية البشرية و هشاشة اقتصادياتها و ذلك رغم المجهودات المبذولة. فما هي الظروف الداخلية و الخارجية التي تفسّر هذه الوضعية الصعبة لهذه البلدان؟