-->

المجال والتنمية في العالم العربي- تنظيم المجال بالعالم العربي - الثالثة آداب

المقدّمة:
تسعى البلدان العربيّة إلى تنظيم مجالها والتحكم فيه معتمدة على تطوير شبكاتها الحضريّة وشبكات النقل والاتصال واعتماد مشاريع تهيئة ترابيّة لتحقيق توازنها الإقليمي.
·        فما هو دور الشبكات الحضريّة في تنظيم المجال العربي؟
·        وما هو دور شبكات النقل والاتصال في ذلك؟
·        وما هي مشاريع التهيئة الترابيّة التي اعتمدتها البلدان العربيّة؟
I-      دور الشبكات الحضريّة في تنظيم المجال العربي:
1)     الخصائص العامة للشبكات الحضريّة في العالم العربي:
- ينمو التحضر في العالم العربي وفق 5 محاور كبرى هي:
·    وادي النيل.
·    سواحل المغرب العربي.
·    سواحل الشام.
·    الحجاز – عدن.
·    بلاد الرافدين- الخليج العربي.
- تركز الشبكات الحضريّة في العالم العربي على السواحل.
- ضعف أو غياب هذه الشبكات في المناطق الداخليّة والصحراويّة.
- شبكات حضريّة متضخمة الرأس نتيجة هيمنة الحواضر الوطنيّة مثل مصر.
- شبكات حضريّة غير مكتملة بوجود حواضر إقليميّة غير مكتملة التجهيزات والوزن الوظيفي.

2)     الوزن السكاني والوظيفي لحواضر العالم العربي:
·    الوزن السكاني:
توجد العديد من المدن يتجاوز سكانها 100 ألف ساكن, كما توجد بعض المدن المليونيّة وهي أساسا العواصم, وتوجد مدينة واحدة يتجاوز عدد سكانها 10 مليون ساكن هي القاهرة.
·    الوزن الوظيفي:
تتميّز الحواضر العربيّة بتراتبها الوظيفي غير المكتمل وذلك لاحتكار الحواضر الكبرى الوظائف المركزيّة سياسيّة واقتصاديّة وتعليميّة وصحيّة وثقافيّة مثال:

-       الجزائر العاصمة: 58 % من القيمة المضافة الصناعيّة و20 % من الوظائف الإداريّة و25 % من الوظائف الخدميّة و40% من الأطباء و45 % من الأدفاق الهاتفيّة سنة 1995.

-       عمّان عاصمة الأردن: 86 % من عمال الصناعة و97 % من القيمة المضافة الصناعيّة و75% من خطوط الهاتف سنة 1995.
II-       دور شبكات النقل والاتصال في تنظيم المجال العربي:
1)- شبكات النقل:
·النقل البري:
- بلغ طول شبكة السكك الحديديّة بالعالم العربي 27 ألف كم ( 34 ألف كم بفرنسا) 50 % منها في السودان وغيابها في بعض الدول العربيّة مثل ليبيا والإمارات واليمن.
- بلغت شبكة الطرقات العربيّة 600 ألف كم ( 811 ألف كم بفرنسا) وهي متواضعة وغير مترابطة وساحليّة.
- شبكات الأنابيب لنقل المياه وهي شبكات وطنيّة مثل الشبكة الليبيّة لجلب المياه من الصحراء وشبكات الأنابيب لنقل النفط والغاز الطبيعي تربط أهم هذه الشبكات بين بعض البلدان العربيّة مثل شبكة المغرب العربي وشبكة الخليج العربي.
      ساهمت شبكات النقل البري في التوسع الحضري في المجال العربي لكن إدماج الصحراء في المجال العربي بقي محدودًا.
·النقل البحري:
يعدّ العالم العربي 26 ميناء تجاريّا يتجاوز النشاط التجاري لكل منها المليون طن متخصصة في تصدير المواد الأوليّة (مثل الفسفاط) والمحروقات ( نفط وغاز طبيعي)
      نقل بحري منفتح على الخارج.
·النقل الجوي:
- شهد النقل الجوي في العالم العربي تطوّرًا واضحًا حيث تم استغلاله للتغلب على المسافات الطويلة وفك عزلة المناطق الصحراويّة.
- توجد بالعالم العربي العديد من المطارات الداخليّة والدوليّة.
- يوجد ببلدان الخليج العربي مطارات متطوّرة لكن لا يوجد أي مطار عربي بين العشرين الأوائل في العالم.
2)- شبكات الاتصال:
- تشترك البلدان العربيّة في شبكة اتصال واحدة تتكوّن أساسا من قمرين صناعيّين هما القمر الصناعي المصري نايل سات و والقمر الصناعي العربي عرب سات والمحطات الأرضية للاتصال وشمل بث القمر الصناعي العربي كامل المجال العربي وبفضله أصبحت مختلف أشكال الاتصال بين البلدان العربيّة فضائيّة ( لاسلكيّة).
- تتميّز البنية التحتيّة للاتصالات بالعالم العربي بضعفها وبتفاوتها بين البلدان العربيّة حيث بلغ عدد مستعملي الأنترنات 15 مليون ساكن أي 5 % من السكان, وقد تمكنت بعض البلدان العربيّة مثل الإمارات وقطر والأردن وتونس من تحقيق معّدل استعمال للأنترنات بين 15 % و 40 % .

III-    سياسات التهيئة الترابيّة بالبلدان العربيّة:
التهيئة الترابيّة هي سياسة تهدف إلى تنظيم المجال بتوزيع الشبكات والأنشطة توزيعًا يتفق مع الموارد, وتختلف مستويات التهيئة الترابيّة فتكون محليّة أو إقليميّة أو وطنية كما تتنوع مجالاتها كالتهيئة الصناعيّة, السياحيّة, الفلاحية... .

1) سياسة التهيئة الترابيّة بالجزائر:
‌أ)-    أهدافها:
تهدف سياسة التهيئة التربيّة بالجزائر إلى تحقيق " التوازن الإقليمي الجديد" بتحقيق تنظيم إقليمي أكثر توازنًا واستقطابًا بين المناطق الساحليّة والداخليّة.
‌ب)-حصيلتها:
- فشل سياسة التوازن الإقليمي الجديد نتيجة عدم توفر الظروف الملائمة للتوطن الصناعي بالمناطق الداخليّة.
- في المقابل تم فسح المجال لتهيئة المجال الساحلي الذي يعتبر المجال المحوري لتهئية كامل التراب الوطني بالجزائر.
2)- تهيئة منطقة الجزيرة بسوريا:
أ)- أهدافها:
- توسيع المساحات السقويّة.
- تحسين مردود الزراعات التقليديّة وإدخال زراعات جديدة ( علف وخضر وقصب سكر).
- توفير الطاقة الكهرومائية.
- تثبيت البدو الرحل.
- تطوير الشبكة الحضريّة بمنطقة الجزيرة وربطها ببقيّة المجال السوري عن طريق تدعيم شبكة الطرقات والسكك الحديديّة.
ب)- الأطراف المتدخلة:
- الدولة.
- المستثمرون الخواص والأجانب.
ج)- حصيلتها:
·    سلبيّة: حيث لم تكن في النتائج  مستوى الطموحات بسبب:
- تعدّد الصعوبات الداخليّة أهمها: عدم التوسع الكافي في المساحات السقويّة وتملح التربة.
- تعدّد الصعوبات الخارجيّة أهمها: صعوبة التفاهم مع تركيا والعراق حول اقتسام مياه نهر الفرات.
·    ايجابيّة: حققت هذه السياسة بعض النتائج الايجابيّة أهمها:
- إخراج المنطقة من عزلتها بفضل مد السكة الحديديّة.
- إنشاء عدّة وحدات فلاحيّة- صناعيّة لتحويل الإنتاج الفلاحي.
- تسريع نسق التحضر.
3)- التهيئة الحضريّة ببعض الحواضر العربيّة:
أ)- أهدافها:
- الحد من مشاكل الاكتظاظ السكاني وفرط تركز الأنشطة الاقتصاديّة وصعوبة حركة المرور.
- التحكم في نمو العواصم.
- تنطيق الأحياء وإعادة توطين بعض الأنشطة الصناعيّة في الضواحي القريبة و إنشاء الطرق الحزاميّة وتأسيس المدن الجديدة والمدن التابعة.
ب)- الأطراف المتدخلة:
- مجهودات وطنيّة مدعومة بمساعدة أجنبيّة.
- عديد الأطراف الأجنبيّة الخاصّة مثل في الدار البيضاء مكتب بنسو الباريسي, وفي القاهرة مكتب إيونيف الباريسي.
ج)- حصيلتها:
نتائج محدودة خاصة في مصر نتيجة ارتفاع كلفة مشاريع التهيئة وصعوبة تجهيز المدن الجديدة والتابعة بالبنية التحتيّة وغلاء أسعار الأرض. 
الخاتمة:
رغم أهميّة ثرواته وتنوّعها لا يساهم العالم العربي إلاّ بقدر ضعيف في أدفاق السلع والأموال والمعلومات وهو ما يعكس حالة التأخر والضعف والتخلف.