-->

انتاج كتابي حول الإجتهاد في الدراسة

كَانَ سَامِي وَلَدًا مُتَفَوِّقًا فِي دِرَاسَتِهِ, شَغُوفًا بِمُطَالَعَةِ اْلْقَصَصِ بِشَتَّى أَنْوَاعِهَا : القَصِيرَةِ أَوِ الطَّوِيلَةِ , بِاللُّغَةِ الْفِرَنْسِيَّةِ أَوِ الْعَرَبِيَّةِ. كَانَ الْمُعَلِّمُونَ أَجْمَعِينَ يُحِبُّونَهُ كَثِيرًا بِسَبَبِ ذَكَائِهِ الْفَائِقِ وَسُرْعَةِ بَدِيهَتِه.                                 
لَاحَظَ سَامِي هَذَا فَسَيْطَرَ عَلَيْهِ الْغُرُورُ وَقَالَ فِي نَفْسِهِ:" لِمَاذَا أُتْعِبُ نَفْسِي بِالْعَمَلِ ؟ أَسْتَطِيعُ النَّجَاحَ بِدُونِ درَاسَةٍ."
وَبِالْفِعْلِ فَقَدْ أَصْبَحَ كَسُولًا وَيَضْرِبُ بِنَصَائِحِ أُمِّه عَرْضَ الْحَائِطِ وَصَارَ يُمْضِي أَغْلَبَ وَقْتِهِ بِاللَّعِبِ وَالْلَّهْوِ خَارِجَ الْمَنْزِلِ لِدَرَجَةِ أَنَّهُ أَصْبَحَ مَنْبُوذًا مِنَ الْجَمِيعِ.
لَمْ يَأْبَهْ بِاقْتِرابِ فَتْرَةِ الْإِمْتِحَانَاتِ بَلْ وَاصَلَ سُلُوكَهُ غَيْرَ مُبَالٍ بِالْعَوَاقِبِ الْوَخِيمَةِ.
فِي الامتحانات , أَخَذَ يَكْتُبُ دُونَ مُبَالاة .
وَلَكِنْ هَيْهَاتَ فَقَدْ تَيَقَّنَ سَامِي يَوْمَ اسِتِلَامِ الدَّفَاتِرِ أَنَّهُ تَحَصَّلَ عَلَى الْمَرْكَزِ الْأَخِيرِ. صُدِمَ سَامِي بِهَذَا الْخَبَرِ وَلَمَّا رَكِبَ السَّيَّارَةَ انْهَمَرَتْ الْدُّمُوعُ مِنْ عَيْنَيْهِ كَالْأَمْطَارِ.
عَلِمَتْ أُمُّهُ بِالْخَبَرِ التَّعِيسِ فَغَضِبَتْ وَوَبَّخَتْهُ قَائِلَةً:" لَقَدْ نَصَحْتُكَ مِرَارًا وَتِكْرَارًا بِأَن ْ تَدْرُسَ وَتَتْعَبَ حَتَّى تَنْجَحَ . أَلَمْ تَسْمَعَ بِالْمَثَلِ الْقَائِلِ :"مَنْ جَدَّ وَجَدَ وَمَنْ زَرَعَ حَصَدَ وَمَنْ سَارَ عَلَى الدَّرْبِ وَصَلَ ؟"
 وَعَدَ سَامِي أُمَّهُ بِأَنَّهُ سَيُكَثِّفُ جُهُودَهُ فِي الْأَعْوَامِ الْقَادِمَةِ. عِنْدَمَا اِقْتَرَبَتْ فَتْرَةُ الْإِخِتِبَارَاتِ مَرَّةً أُخْرَى بَعْدَ سَنَةٍ  رَاجَعَ
 دُرُوسَهُ جَيّدًا فَنَجَحَ وَتَحَصَّلَ عَلَى الْمَرْتَبَةِ الْأُولَى بِجَدَارَةٍ
فَاكْتَشَفَ أنَّ الْجِدَّ والاجتهاد هُمَا الْعَامِلَانِ الرَّئِيسِيَّانِ للنَّجَاحِ فِي الدِّرَاسَةِ فَأَكْمَلَ دِرَاسَتَهُ الْإبْتِدَائِّيَّةَ فَالْأَسَاسِيَّة فَالثَّنَاوِيَّةَ ثُمَّ اِنْتَقَلَ إِلىَ الْجَامِعَةِ فَتَخَرَّجَ وَأَصْبَحَ طَبِيبًا نَاجِحًا وَمَشْهُورًا.