-->

انتاج كتابي 1 حول تعاون الأصدقاء

لا أزال أذكر تلك الذكرى السعيدة إلى الآن. يومها
اِنْتَهَتْ الْعُطْلَةُ الْصَّيْفِيَّةُ بسرعة فَفَتَحَتْ الْمَدَارِسُ أَبْوَابَهَا كَأَنَّهَا تُسَلِّمُ عَلَيْنَا . كَانَ الشَّوْقُ يومها يَمْلَأُ قَلْبِي لِلِقَاءِ أَصْدِقَائِي .
عِنْدَمَا دَخَلْتُ اْلقِسْمَ كِدْتُ أَطير فرحا لما رأيت أحد رفاقي يناديني للجلوس بجانبه. لكن فرحتي لم تدم طويلا فقد لاحظت غياب صديقتي سلمى فسألته عنها فقال لي أن أبوهَا قد توفيّ وأمها لا تستطيع أن تسدد كلفة شراء الأدوات الْمدْرسية. آلمني هذا الخبر كثيرا أرسلت دموعا في صمت على خدي وكانت تظهر خلفها نظرة حزينة منكسرة وجلست أفكر في حل  لهذه الْمشكلة الْكبيرة . وفجأة خطرت ببالي فكرة .
فترة الاستراحة اقترحت على رفاقي على أن نساعدها بمبلغ من الْمال يساعدها على شراء الأدوات اللازمة. استحسن رفاقي جميعا الفكرة .عدنا إلى منازلنا وأخبرنا آبائنا على ما عزمنا عليه فشجعونا بمبلغ من المال .
يوم الْعطلة ذهبنا إلى منزلها  وسلّمنا المبلغ الْماليّ  لها سعداء فشكرتنا شكرا جزيلا.
وهكذا اِستطاعت سلمى أن تواصل دراستها معنا فتكركرنا بضحكاتنا  الرنانة الصافية  وهي فرحة طروب يهزها الحب والانتصار وإذا الدنيا تصبح نغما حلوا ساحرا وإذا الْأصْوات أصبحت من حولنا كالملائكة
تطير وأخذنا نرقص أيضا بشرا وحبورا.
آه ! كم كانت تلك الذكرى سعيدة . يا ليت الأيّام تعود إلى الْماضي.