رسالة الغفران لأبي العلاء المعري
12 minute read
البناء الفني:
1- الشخصيّات:
مرجعيتها: - تاريخية واقعية: ابن القارح، الأعشى، الحطيئة، .
- عجائبية: نجيب "فيركب نجيبا من تُجب الجنّة خُلق من ياقوت ودر"
- غريبة: حوريتين من الدّنيا، شيخ العفاريت،
- دينيّة: النبي يا محمد.الشفاعة الشفاعة "، إبراهيم، .
- عقديّة: علي، فاطمة (آل البيت، الشيعة)، .
- غيبية: الملائكة أفيقول لبعض الملائكة: ما هذه يا عبد الله؟ إبليس يضطرب في الأغلال والسلاسل ومقامع الحديد تأخذه من أيدي الزبانية"، خازنا الجنة: رضوان، زفر
* علاقاتها: - مساعدة: الجارية مع ابن القارح، فتحملني وتجوز بي كالبرق الخاطف"، فاطمة وابن القارح قد وهبنا لك هذه الجارية فخذها معك كي تخدمك في الجنان، .
- توافق: ابن القارح والجواري الجلسة معكما بمقدار دقيقة من دقائق ساعات الدّنيا"، .
- عرقلة: خازنا النار وابن القارح إنك لغبين الرأي! أتأمل أن أذن لك بغير إذن من رب العزة؟ هيهات. هيهات، .
- عداوة: الأعشى والنابغة الجعدي فيقول النابغة: أكلمني بمثل هذا الكلام يا خليع بني ضبيعة، وقد منّ كافرا. ويثب نابغة بني جعدة على أبي بصير فيضربه بكوز من ذهب
=| استنتاج عام: أغلب الشخصيات تظهر مرة واحدة ثم تختفي إلآ البطل ابن القارح فإنّه يحضر الرحلة من البداية إلى النهاية، والشخصيات لها
وجودان: وجود دنيوي مائي (الشعراء) أو تخيّلي (الجن والملائكة والشيطان)، ووجود أخروي يتخيّله المعزي (مصائرها في القيامة)،
والاتصال بين الدنيوي والغيبي دائما قائم في رسم ملامح الشخصيات بقسم الرحلة
2- المكان:
أ- تنظيمه: الجنّة والمحشره العودة إلى الجنة والجحيم والعودة إلى الجنة
ب-مرجعيّته:- دنيوية واقعية: جنّة العفاريت وهي ذات أدحال وغماميل"، بيت حقير في الجنة للحطيئة، مجالس المنادمة، .
- قرآنية غيبية: المحشر، الصراط الجنة، التار، .
3- الزمان:
أ- تنظيمه: غلب عليه الطابع الإطلاقي غير المحدد أو الثابت وتداخلت فيه الأزمنة نظرا للداخل بين الدنيوي (امرؤ القيس في الجاهلية، الحطيئة
في الإسلام.) والغيبي (اجتماع كل هؤلاء في زمن غيبي واحد هو زمن القيامة)
ب- مرجعيّته: قرآنية تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة"، ما جاء على لسان ابن القارح أوقد استطلت مدّة الحساب
ومعي صك الثوبة"، .
4- الترد:
أ- بنية الأحداث: بين التماسك والتفكك
/ التماسك التسلسل: بعض القصص حافظ على بنية حدثيّة متماسكة: الحبكة القصصية في بحث ابن القارح عن صك التوبة؛ من وضع
الاستقرار (ظفره بصلاة التوبة قد غرس لمولاي الشيخ الجليل إن شاء الله بذلك الثناء شجر في الجنة لذيذ اجتناء ")، فوضع الاضطراب (منعه من
دخول الجنة وفشله في استمالة الخازنين)، فوضع الختام (العودة إلى الجنة بعد أن شفع له)
التفكك التقطع: انبناء التعاقب في الأحداث والتعالق بينها على الفجئيّة والعفوية: ورود مشهد الحشر بعد دخول الجنة، قوله "يخطر له حديث
كان يسمى النزهة في الدار الفانية"، "فكيف لنا بأبي بصير؟ فلا تتم كلمة إلا وأبو بصير قد خمسهم"، .
ب- السارد
موقعه: كان ساردا من الخلف (تبئير صفر): إذ بدا الشارد عليما في كثيرا من المواضع بكل ما تخفيه الشخصية: "يخطر له حديث كان يسمّى
النزهة في الدار الفانية، ويبدو له أن يطلع لأهل النار"
/ هويته: أبو العلاء المعري هو الشارد الحقيقي باعتبار الأساس الخييلي للأحداث، وهو أحيانا يتدخل مباشرة في السرد، وأحيانا أخرى يُوكل
الترد إلى شخصية من شخصياته: |
التدخل المباشر: "ويخلو بحوريتين له من حور العين، ويبدو له، ويخطر له. ". : تفويض الترد لإحدى الشخصيات: الأعشى حين خاطب ابن القارح "أنا أقض عليك قضتي"، سرد ابن القارح لقضة دخوله
=| هذا التفويض ليس عفويا دائما إذ قد يتعمّده المعرّي ليوهم بأن الشخصيّة تعترف بما يريد هو نسبته إليها من الصفات والأحوال نحو اعتراف ابن
القارح بالكذب والتحيّل "زيّنت لي النّفس الكاذبة أن أنظم أبياتا في رضوان التقوى بذلك الصورة التي يريد إخراجه عليها.
5- الحوار:
أ-أشكاله:- ثنائي: بين ابن القارح والأعشى، .
- جماعي: في مجلس المنادمة بين الأعشى والنابغة وابن القارح، .
ب-وظائفه:- الإخبار: الحوار بين ابن القارح والشخصيات كسف به عن سبب دخولها الجنة أو جهنّم
- الكشف أحوال الشخصيات: بين ابن القارح وفر، دل على قلق البطل لوقوعه في مأزق العجز عن دخول الجنة
- إبراز العلاقات بين الشخصيات: الوساطة بين ابن القارح وقاضي حلب، المساعدة بين الجارية وابن القارح، .
6- الوصف:
أ-أساليبه:- التشابيه: "كأنهن الياقوت والمرجان"، كحاطب الليل"، .
- المجاز والاستعارات: "خفت في العرق من الغرق"،
- الألفاظ الغريبة: الطموش، الجحجلول، زقفوئة، غماميل، .
- النعوت والصفات: ضل بن ضل، غرائق، مهياف، .
ب-وظائفه:- تقريب مشهديّة الجنّة إلى ذهن القارئ بوصفها مفارقا للدنيوي
- رسم ملامح الشخصيات: صفات ابن القارح في المحشر دلت على ضعف تديّنه وتقواه
- كشف العلاقات بين الشخصيات: تسايب النابغة والأعشى؛ فضل بن ضلك"، "حاطب الليل دال على التباغض والعداوة بينهما
6- الهزل: وسائل الإضحاك
• اللهجة: الجحجلول، زقفونة، كفرطاب، ابن هدرش، الخيثعور بن الشيبان، . : الوصف: "أنت كحاطب الليل"، وكنت أقبح نساء حلب"، "رائحة كرهها من في"، .
• المفارقة: بين مقام الصلاة وتشهي الحور ويخطر في نفسه، وهو ساجد، أن تلك الجارية على حسنها ضاوية، فيرفع رأسه من السجود وقد صار
من ورائها ردف يُضاهي كثبان عالج. فيهال من قدرة اللطيف الخبير"، عبثه على الصراط مع الجارية، استمالة خازني النّار، .
* الكلام: اعترافات ابن القارح على لسانه زينت لي التفس الكاذبة أن أنظم أبياتا في رضوان خازن الجنان
• الموقف: مآزق ابن القارح: إضاعة صك التوبة، منعه من دخول الجنة مرّتين، تساقطه على الصراط، موقفه مع الحوريتين من الدنيا حمدونة"
وتوفيق السوداء وانصدامه بحقيقة أمرهما، موقفه في الحشر "فوجدت حسناتي قليلة كالنفط في العام الأرمل"، .
• الحركة: ضرب النابغة للأعشى ويثب نابغة بني جعدة على أبي بصير فيضربه بكوز من ذهب"، تشبث ابن القارح بركاب إبراهيم اتعلقت بركاب
إبراهيم صلى الله عليه"، حمل الجارية له فجعلت تمارسني وأنا أتساقط عن يمين وشمال"، .
- الدعاء: في كثرته وتناقضه مع سلوك البطل: "ويخلو -لا أخلاه الله من الإحسان- بحوريتين"، . : المفاجأة: تفاجؤ ابن القارح بأن الحوريتين من الدنيا وأنهما كانتا على قبح. انصدامه برفض رضوان إدخاله الجنّة رغم ما مر به من أهوال، . : التكرار: تكرّر المازق والحواجز والطرق الطريفة التي سلكها ابن القارح لدخول الجنة: رفض رضوان إدخاله أكثر من مرة، .
- السلوك: التزلّف إلى خازن الجنّة بأبيات من الشعر انتحلها: القفا نبك من ذكر حبيب وعرفان"، .
7- الاستطرادات: مضامينها
أ- دينية: من خلال كثرة الدعاء "أدام الله تمكينه"، أصلح الله به وعلى يديه، أبلغه الله إرادته"، .
ب- لغوية: أنا رجل مهياف أي سريع العطش"، "والومد: شدة الحر وسكون الريح، .
ج- تاريخيّة: وذات أنواط كما يعلم شجرة كانوا يعظمونها في الجاهلية، .
د- أدبيّة: "وهو، أكمل الله زينة المحافل بحضوره، يعرف الأقوال في هذا البيت. .
8- الخيال:
أ- أنواعه:
• العجائبي: تكلم العفاريت والجنّ بلغة الإنس وحفظهم الشعر وحملهم لأسماء: "سمعت أنكم جن مؤمنون فجئت ألتمس عندكم أخبار الجنان وما لعله
الديكم من أشعار المردة، فيقول: ما اسمك أيها الشيخ؟ فيقول أنا الخيثعور أحد بني الشيبان"، .
• الغريب: حوريات من أصل بشري: أنا أعرف في الدار العاجلة بحمدونة وأسكن في باب العراق"، عودة البصر إلى الأعشى الذي كان ضريرا في
الدّنيا، .
الخارق: خروج الحوريات من الثمار تقيأخذ سفرجلة أو رمانة أو تفاحة أو ما شاء الله من الثمار فيكسرها فتخرج منها جارية حوراء عيناء تبرق
الحسنها حوريات الجنان"، انقلاب صورة الأشخاص مثل الأعشى من الهرم إلى الشباب: "قالتفت فإذا به شات غرائق"، . |
ب- مصادره:
• القرآن: مثل رافدا أساسيا لتوليد الخيال، حتى أنه المعزي وظف اقتباسات منه لتصوير الجنّة والجحيم: أوالولدان المخلدون في ظلال تلك الأشجار
قيام وقعود.". وتجري في أصول ذلك الشجر أنهار تختلج من ماء الحيوان"، "أنت من الحور العين التي خلقكن الله جزاء للمتقين،
وقال فيكن كأنهنّ الياقوت والمرجان". وتعذيب إبليس: "يضطرب في الأغلال والسلاسل، ومقامع الحديد تأخذه من أيدي الرّبانية مذكور
نحوه في القرآن: "إن الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الجحيم ثم في النار يسجرون
و اعتقادات العامة: في رجوع البصر على الضرير في الجنة: "وقد صار عشاه حورا معروفا"، في تصوير التعذيب بجهنّم ثم يُصادف رجلا في
أصناف العذاب يغمض عينيه حتى لا ينظر إلى ما نزل به من النقص فيفتحهما الرّبانية بكلاكيب من نار واذا هو بشار بن برد، .
• الواقع: العربدة في الجنان، التزلّف إلى خازني الجنّة، الشفاعة: "قرأيت رجلا في عرصات القيامة يتلألأ وجهه تلألؤ القمر والنّاس يهتفون به من
كل أوب يا محمد الشفاعة الشفاعة! نمت بكذا ونمت كذا"، . : الأسطورة: استدعاء أسطورة الشعر والجن؛ إذ كان العرب يعتقدون بأن الشاعر مسكون بجنّ يوحي إليه الشعر إنما هو للجان وعلموه ولد أدم".
وكذلك أسطورة أن آدم كان يتكلم العربية وينظم الشعر على أوزان العرب: "يا أبانا، صلى الله عليك، قد رُوي لنا عنك شعر
- الشعر: أغلب المشاهد في الرحلة يورد له المعري شعرا، ويستلهم منه في تخيّله، نحو جعله مصير صخر ما وصفته به أخته الخنساء عندما قال
الها: "لقد صح مزعمك في! يعني قولي:
وإن صخرا لتأتم به ۰۰* كأنه علم في رأسه نار"
ال- القضايا المطروحة:
1-القضايا الدينية / العقديّة:
أ- العدل الإلهي: في إدخال من لا يستحق الجنّة: في قول النابغة للأعشى: "فأقسم أن دخولك الجنة من المنكرات ولكن الأقضية جرت كما شاء الله
الحقك أن تكون في الدرك الأسفل من النار، ولقد صلي بها من هو خير منك، ولو جاز الغلط على رب العرّة، لقت: إنّك غلط بك". قول
أوس بن حجر ولقد دخل الجنة من هو شر مني، ولكن المغفرة أرزاق، كأنها الشب في الدار العاجلة"، دخول ابن القارح الجنّة بجذبة من
إبراهيم. أخذ صخر بذنب أخته الخنساء في مبالغتها في مديحه حتى عُذب ببعض شعرها فيه، على حين أن الحطيئة ينال صك التوبة
رغم كثرة هجائه النّاس.
ب- الشفاعة: انتقاد تصور بعض المذاهب الإسلامية لا سيما الشيعة في إدخال من لا يستحق الجنّة بشيء يمت به إلى النبي أو إلى آل بيته:
والناس يهتفون من كل أوب: يا محمّد، يامحمد الشفاعة الشفاعة، نمت بكذا. ! ". الأعشى نال الشفاعة من النبى رغم حبه الخمرة
بقصيدة مدحه بها. زهير بن أبي سلمى نال قصرا في الجنة لبيت قاله في تعظيم الله ومدح النبي
ج- النفاق الديني: انتهاك قدسية مقام الصلاة بالانشغال الشهواني الشبقي ويخطر في نفسه، وهو ساجد، أن تلك الجارية على حسنها ضاوية،
فيرفع رأسه
من السجود وقد صار من ورائها ردف يُضاهي كثبان عالج. قيهال من قدرة اللطيف الخبير"، . ويعرض المعري في ذلك بشيوخ عصره الذين
يظهرون التقوى
ويبطنون الفجور.
د- التوبة الرّائفة: توبة الناس في آخر حياتهم بعد تمضيتها في المجون، قاضي حلب: نعم قد شهدت توبة علي بن منصور وذلك بأخرة من الوقت"
2- القضايا الاجتماعيّة:
أ- التفاوت الطبقي: بيت الحطيئة على مشارف جهنم فإذا هو ببيت في أقصى الجنة، كأنه جفش أمة راعية"، على حين أن زهير بن أبي سلمى
وهب له قصر من ونيّة"، .
ب- النعرة القبليّة: بين الأعشى والنابغة وإني لفي الجرثومة من ربيعة فارس، وائك لمن بني جعدة، وهل جعدة إلأ رائدة ظليم نفور؟
ج- الوساطة: في البحث عن توسط قاضي حلب ليشهد بتوبته: سأله علي "ألك شاهد بالتوبة؟ فقلت: نعم، قاضي حلب وعُدُولها"، ومع حمزة "إني لا
أقدر على ما تطلب، ولكني أنفذ معك تورا، أي رسولا إلى ابن أخي علي بن أبي طالب ليُخاطب النبي، صلى الله عليه وسلم، في أمرك"،
د- التذلل: ابن القارح تعلّقت بركاب إبراهيم، صلى الله عليه"، .
ه- تغليب الشهوات على الأدب: ابن القارح في عدول عن كتابة شعر الجنّ: "لست بموقق إن تركت لذات الجنة وأقبلت أنتسخ آداب الجنّة
و التهالك على الشهوات: تصوّر الجنة إشباعا لمختلف اللذات الحسية، .
ز- دور المرأة: كشف المعرّي عن انتقاصه من المرأة باختزال دورها في تحقيق المتعة واللذة لأهل الجنّة وخدمتهم نحو ما فعلته الجاريتين مع ابن
القارح وحمل جارية فاطمة الزهراء له على الصراط، وقد أظهر بغضه للنساء من خلال التشويه البشع لحقيقة جمال الجاريتين توفيق
وحمودية، وفي سحب نساء الملوك إلى جهنَم: "والنسوة ذوات التيجان يُزن بألسنة من الوقود، فتأخذ في فروعهن وأجسادهن
- التبذخ الفاحش في الدنيا عند الخاصّة: نحو المأدبة التي دعا إليها ابن القارح يجمع فيها ما أمكن من شعراء الخضرمة والإسلام. فيخطر
له أن تكون كمآدب الدار العاجلة. فتحضر جماعة كثيرة، فيأمرهم باتخاذ الأطعمة. فإذا قضوا الأرب من الطعام، جاءت التقاة
بأصناف الأشربة، والمسمعات بالأصوات المطربة"
3- القضايا الأخلاقية:
أ- التملق: ابن القارح لرضوان لما سأله عن معنى الشعر: "وكان أهل العاجلة يتقربون به إلى الملوك والسادات"،
ب- الرشوة: السعي إلى إرشاء خازن الجئة بالشعر وقد جئت بشيء منه إليك لعلك تأذن لي بالدخول إلى الجنة في هذا الباب
ج- السب والشتم: النابغة للأعشى: "اسكت يا ضل بن ضلك"، الأعشى للنابغة "يا جاهل"، ولكنّك خلقت جبانا هدانا"، .
د- الشماتة: قول إبليس لما شمت به ابن القارح: ألم تنهوا عن الشمات يا بني آدم؟ ولكنكم بحمد الله، ما جرتم عن شيء إلا ركبتموه"
4- القضايا السياسيّة:
أ- إهدار مال الدولة في الفساد: ابن القارح لرضوان: "لو أن للأمير أبي المرجي خازنا مثلك، لما وصلت أنا ولا غيري إلى قرقوف من خزانته.
والقرقوف: الدرهم"
ب- الاستبداد: إدخال الملوك الظالمين جهنّم: "والشوس الجبابرة من الملوك تجذبهم الربانية إلى الجحيم"
ج- الوشاية: ابن القارح في العربدة بين الأعشى والنابغة: يجب أن يُحذر من ملك يعثر فيرى هذا المجلس، فيرفع حديثه إلى الجبار الأعظم، فلا
يجز ذلك إلا إلى ما تكرهان".
د- المجون: الأخطل عن يزيد بن معاوية الخليفة الأموي أه على أيام يزيد [.] كأتي بالقيان الصادحة بين يديه تغنيه.
5- القضايا الأدبية واللغوية:
أ- الانتحال: ردّ أدم على نسبة بعض الأبيات من الشعر إليه: "آليت ما نطقت هذا التنظيم، ولا تطق في عصري وإنما نظمه بعض الفارغين".
وابن القارح زيّنت لي النّفس الكاذبة أن أنظم أبياتا في رضوان، خازن الجنان، عملتها في وزن:
قفا نبك من ذكرى حبييب وعرفان (على حين أنّه لامرئ القيس)
ب- الخلاف التحوي: اجتماع الشعراء حول أبي علي الفارسي: "وكنتُ قد رأيت في المحشر شيخا لنا كان يُدرّس النحو في الدار العاجلة، يُعرف
بأبي علي الفارسي، وقد استرس به قوم يطالبونه، ويقولون: تأوّلت علينا وظلمتنا"
ج- التشكيك في طبقات الشعراء: النابغة للأعشى: أغرَك أن أعدك بعض الجهال رابع الشعراء الأربعة؟ وكذب مفضلك"
د- المفاخرة بين الشعراء: الأعشى والنابغة: "وإني لأطول منك نفسا، وأكثر تصرّفا. ولقد بلغت بعدد البيوت ما لم يبلغه أحد من العرب قبلي
هـ - الخلاف العروضي في صحة البيت: امرؤ القيس لابن القارح في زيادة بعضهم الواو في قصيدته قفا نبك": "إنّما ذلك شيء فعله من لا غريزة
له في معرفة وزن القريض".
و - نظم الشعر لمجرد التكب: ابن القارح لشيخ العفاريت: "لقد شقيت في الدار العاجلة بجمع الأدب، ولم أحظ منه بطائل، وإنّما كنت أتقرّب به
إلى الرؤساء
|||- النقاش العام التقييم:
- بنية الجنس الأدبي الرسالة الغفران: التداخل الأجناسي أدخل الاضطراب على التماسك البنيوي للرسالة؛ إذ جمعت بين فن الترسل وفن القص رغم
اختلافهما مصادرهما ومحدداتهما.
ورغم ذلك يعتبر قسم الرحلة في الرسالة ذا بنية أجناسيّة تشده إلى فن القص لنهوضه على مقوماته وشروطه التي رأيناها في البناء الفتي.
- تفقك البنية الحدثيّة: إدخال ابن القارح الجنّة بكلمة طيبة ثم استرجاع المحشر فالعود إلى الجنة بعد أهوال القيامة.
ولكن ذلك لا يُعدّ نقيصة إذا ما اعتبرنا أن المعري قد خرج عن النظام الحدثي التقليدي الذي يحافظ على اتجاه خطي للوقائع فينطبق زمن الخطاب
مع زمن الخبر، وهذا مظهر من مظاهر الجدّة والطرافة.
• خضوع السرد للصدفة والفجئيّة: لا مبرر واضحا لانتقال السرد من حدث إلى حدث لأنه محكوم بتتبع بطل تيسير على غير منهج" و"يخطر"
ويبدو له أن يتحرّك فيتحرك.
و لكن إعطاء الحرية للبطل في التحرك على ما يبدو له لم يكن في الحقيقة عفويا إنما كان متعمدا من المعزي لسببين: إظهار زيف وجه التقوى
الذي اذعاه ابن القارح في رسالته للمعزي بحمله هو على الاعتراف بذلك، والثاني أن هذه الحريّة من فضاء الرحلة من استيعاب أكثر ما يمكن من
الشخصيات طالما أن الصدفة هي التي تحكم حضورها.
كثرة الاستطرادات والشروحات اللغوية: تقطع كثيرا على القارئ استرساله في انتظام الأحداث.
سم لكن ذلك قد يبرره إملاء المعري على طلبته الذين يغمض عليهم اللفظ فيشرحه بغير غرض تسجيله، وقد يبرره استعراض المعرّي لقدراته وغزير
معرفته باللغة والأداب أمام ابن القارح كما في قوله: "وذات أنواط كما يعلم - شجرة كانوا يعظمونها في الجاهلية" فلو كان يعلم ما احتاج
إلى تفصيل الشرح والاستشهاد له بالشعر.