خلاصة محور العمل : قيمة العمل في حياة الفرد و المجتمع
قيمة العمل في حياة الفرد
- يضمن العمل العيش الكريم للفرد بما يوفره للعامل من مكاسب مادية تغنيه عن مذلة السؤال
.- العمل يحقق سعادة الفرد فبه يتجاوز الإنسان المحن و النكبات فيشعر العامل بوجوده و بالرّضا عن النفس يقول محمود تيمور «العمل هو الينبوع الذي يفيض على النفس مشاعر الفوز لكسب الحياة »
- العمل يخلص الإنسان من العدمية و يرقى بذهنه فيترفع عن التفاهة يقول تيمور «ما العمل إلا استغراق في أعماق الحقائق و عزوف عن التفاهة و الفراغ »
- بالعمل تحرر الإنسان من سيطرة الطبيعة و تمكن من إثبات إرادته فبه - يخرج الإنسان من المفعولية سيطرة الطبيعة ) إلى الفاعلية (سيطرة الإنسان على الطبيعة ) فالعمل بذلك خروج من الضعف إلى القوة و هو إثبات القدرة الإنسان على الخلق.
ا- العمل إثبات للصحة و هو عبادة و قد انطلق محمود تيمور مثلا من تجربته الشخصية للبرهنة على أهمية العمل لتحقيق الصحة و تجاوز المحن يقول محمود تيمور «لست أنسى أنّه لم يكن لي عزاء في نكبتي بفقد وحيدي منذ سنوات عشر إلا أن ألقي بنفسي في غمار عملي و خرجت من فورة هذه المحنة أحمد للعمل ما حماني به من لوعة الحزن و حسرة الفقدان »
هناك بعض الاعمال التي لاتحقق اي لذّة للعامل كالعمل الآلي المتسلسل الذي يؤدّي الى اغتراب العامل و يُوقعه في الملل و الرتابة و الإنهاك ممّا يُشرع للدعوة إلى الإقبال على العمل دون
التفكير في الراحة أو التفكير في ما يقوم به و مثل هذه الأعمال تفقد الإنسان حريته و آدميته و يُصبح العامل جزءا من الآلة و هذا ما يؤكده بوراوي عجينة في حديثه عن العمل الآلي المتسلسل «كانت آمنة في المصنع تلهث وراء الزمن تريد أن تمسك به فيفلت منها حشرت في مكان ضيق و قيدتها الآلة الضخمة تقييدا و تقوم معها بحركات تتكرر في رتابة»
فالتكامل إذن بين التكنولوجيا و العامل قد أفرز حضارة علميّة سهلت حياة الإنسان وضمنت له الرخاء لكنها لم تحقق لذة العمل و متعته .
قيمة العمل في حياة المجتمع
- العمل أداة بناء الحضارة و به تزدهر الأمم
- العمل يخلّص الشعوب من تبعيتها للأمم المتقدمة فالعمل هو الذي أتاح للإنسان التوصل إلى اختراعات و اكتشافات تحدى بها غضب الطبيعة .
- العمل يُوفر حاجات المجتمع من مأكل و مشرب .
- إن تقديس العمل ينشر القيم السامية في المجتمع لأنّه يربي الإنسان على الاستقامة و التحلى بمكارم الأخلاق إذن فلا غنى عن العمل فهو منظومة متكاملة فيها تدعيم للثروة و إنتاج لها وصون للكرامة و راحة نفسية و سلم اجتماعي.
- العمل واجب وطني و خاصة بالنسبة إلى الدول النامية فالعمل بذلك أساس التقدّم لأنّه يُنمي الثروات فيرتفع مستوى العيش و يتغلب المُجتمع على الفقر و الجهل فتقدّم البلدان يتحقق بمقدار تقديس شعوبها للعمل و الإيمان بجدواه فتتجاوز الشعوب العراقيل التي تعيقها عن التقدم بل تسعى إلى الإسهام في مسيرة الحضارة و لنا في اليابان خير مثال فإن أسس النهضة في اليابان قائمة بالأساس على العمل الخلاق.
يقول الميداني بن صالح في قصيدته «سيد الأرض» مشيدا بدور العامل:
أيا صانع المعجزات رفعت المصانع
عمرت قفر الصحاري
قهرت البحار
تسجت جسورا
عليها تمر قوافل رفقتنا الكادحين.
و تعبرها
- العمل غاية إنسانية و واجب اجتماعي في الحياة و هو في الوقت نفسه من القيم الدينية التي تصل إلى مستوى العبادة لأنه يحقق الحكمة من خلق الإنسان و وجوده
- الإنسان العامل هو صانع التاريخ و هو غايته يقول أحمد أمين كل إنسان يستطيع بعمله ولو حقيرا أن يخدم وطنه و ليست خدمة الوطن مقصورة على العُظماء بل إن العظماء لا يكون لهم اثر
كبير ما لم تؤيدهم الأمة» (كتاب الأخلاق ص 169). . إذن فالعمل هو حركة الله المتدفقة عطاء و خلقا و ابداعا و أنشودة الظفر المنتصر التي تقرع لها أجراس المحبة فالعمل يملأ الوقت و يصنع مادّة للكرامة و يبعث الأمل في قلوب الناس إنه وجه الحاضر و لذته و بسمة المستقبل ومنعته فالعمل يحول الخراب عمر انا وخصا يقول الشاعر سالم الشعباني
عندما تكبر مأساتي أغني.
الرفاقي الكادحين.
حولوا الظلمة فجرا
و تراب القرية السمراء تبرا
هذه الأرض التي كانت خرابا زمانا *
صارت اليوم جنان
و هكذا فللعمل قيمة كبرى على مستوى الفرد و المجتمع لذلك فليس من العبث أن يحب جبران العامل قائلاً «أحب هذا الذي يحني ظهره لتستقيم ظهورنا و يلوي عنقه لترتفع وجوهنا نحو الأعالي»