التطوّر الحضاري والتحوّلات التاريخيّة في المشرق الإسلامي من ظهور الإسلام إلى نهاية القرن الخامس للهجرة (ق 7/11م)- التطوّر السياسي
- اثر وفاة الرسول ظهرت
مؤسّسة الخلافة التي أثارت العديد من المشاكل والصراعات المسلمين, فكيف تطوّر
مفهوم الخلافة من العهد الراشدي إلى العهد العباسي؟ وماهي انعكاساتها على
التطوّر السياسي للدولة الإسلاميّة؟
I. التطوّر السياسي في العهد الراشدي:
|
1) مؤسّسة الخلافة:
- الخلافة هي خلافة رسول الله
على المسلمين دينيًّا وسياسيًّا.
- قامت الخلافة في العهد
الراشدي على التكليف والشورى والبيعة الخاصّة والعامّة واعتماد تعاليم القرآن
وسنّة الرسول كمرجع للسلوك السياسي والاجتماعي.
- لم يحدّد القرآن ولا السنة
شروط الخليفة ولا صلاحياته لذلك اختلف المسلمون في نهاية العهد الراشدي حول
مؤسّسة الخلافة فيما يعرف بالفتنة الكبرى.
2) الفتنة الكبرى:
- الفتنة الكبرى هي أوّل صراع واقتتال بين المسلمين.
-
بدأ سنة 35 هـ بمقتل عثمان بن عفّان وتوليّ علي بن أبي طالب السلطة.
-
يعود سبب اندلاعها إلى:
·
سياسة عثمان بن عفّان القائمة
على تولية أقاربه من بني أميّة المناصب السياسيّة الهامّة ومنحهم الأموال من بيت
مال المسلمين ممّا أدّى إلى قتله على يد مجموعة من الثوار القادمين من البصرة
ومصر.
·
تولي علي بن أبي طالب الخلافة
وعدم قصاصه من قتلة عثمان وهو ما أدّى إلى اختلاف المسلمين حول شرعيّة خلافة علي
بن أبي طلب بين مؤيّد ومعارض.
- أدّى هذا الاختلاف إلى اندلاع العديد من المعارك أهمّها:
· معركة الجمل: دارت سنة 35 هـ بين جيش علي بن أبي طالب وأنصار عائشة
زوجة الرسول المعارضين لخلافة علي بن أبي طالب والمطالبين بالقصاص من قتلة
عثمان, وانتهت بانتصار جيش على بن أبي طالب.
· معركة صفيّن: اندلعت سنة
36 هـ بين جيش علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان ( والي الشام وأحد
أقارب عثمان من بني أميّة), وانتهت سنة 37 هـ بالتحكيم أي تحكيم القرآن في
الخلاف بين المسلمين, وهو ما أدّى إلى إضعاف موقف علي بخروج عدّد هام من جيشه
وانقسامه بين شيعة (أي أنصار علي) وخوارج.
- انتهت الفتنة الكبرى باغتيال علي بن أبي طالب من طرف الخوارج
سنة 40 هـ, وتولي خصمه معاوية بن أبي سفيان الحكم وبداية الحكم الأموي.
II. التطوّر السياسي في العهد الأموي:
1) مؤسّسة الخلافة:
- تطوّرت مؤسّسة الخلافة عند
الأمويّين إلى حكم ملكي وراثي يقوم على هيمنة العنصر العربي.
- تمكّن الأمويّون من بناء
مؤسّسات إداريّة وماليّة وبناء قوات عسكريّة لتسيير شؤون دولتهم.
2) الخصائص السياسيّة للدولة الأمويّة:
مرّت
الدولة الأمويّة بطورين مختلفين:
·
الطور الأوّل: (من40 هـ إلى
101هـ) وهي فترة القوّة تميّزت فيها
الدولة الأمويّة بتنظيمها السياسي المحكم وقوّتها العسكريّة ممّا ساعد على
مواصلة عمليّة الانتشار والتصدّي لحركات المعارضة.
·
الطور الثاني: ( من 101 هـ إلى
132 هـ) وهي فترة الضعف تميّزت فيها
الدولة الأمويّة بعجزها عن تحصيل الضرائب وفرض الانضباط في الجيش وعدم القدرة
على التحكم في مجالها الشاسع ولتصدي لحركات المعارضة المتنامية خاصّة الشيعيّة
التي تمكّن العباسيّون من استقطابها للإطاحة بالدولة الأمويّة.
III.التطوّر السياسي في العهد العباسي:
1) قيام الخلافة العباسيّة:
- ينتمي العباسيّون إلى آل
بيت الرسول نسبة إلى العباس بن عبد المطلب عم الرسول.
- ظهرت الدعوة العباسيّة سنة
98 هـ بالحميمة جنوب القدس على يد محمّد بن على بن عبد الله بن العباس
الذي تولّى إمامة الحركة الشيعيّة المعارضة للحكم الأموي.
- الدعوة العباسيّة حركة
سنيّة ضمّت إليها الحركات المعارضة الأخرى خاصّة من الشيعة ورفعت شعار"
الدعوة لآل بيت الرسول".
- كانت الكوفة مركز القيادة
السريّة لهذه الدعوة.
- انطلقت الثورة العباسيّة من
خراسان سنة 129 هـ.
- تمكّنت هذه الثورة بالإطاحة
بالدولة الأمويّة سنة 132 هـ وقيام الدولة العباسيّة.
- بقيت مؤسّسة الخلافة عند
العباسيّين حكمًا ملكيًا وراثيًا في البيت العباسي وأصبح الخليفة " ظلّ
الله في الأرض".
2) الخصائص السياسيّة للدولة العباسيّة:
- مرّت الدولة العباسيّة بطورين مختلفين:
·
الطور الأوّل: (من132 هـ إلى
227هـ) وهي فترة القوّة تميّزت فيها الدولة العباسيّة بقوّتها
السياسيّة والعسكريّة وازدهارها الاقتصادي وإشعاعها الحضاري.
· الطور الثاني: ( من 232 هـ إلى 467 هـ) وهي فترة الضعف تميّزت بفقدان الخليفة العباسي لنفوذه
وبهيمنة عناصر غير عربيّة من أتراك وفرس على السلطة وبالتفكّك الترابي للدولة
العباسيّة بظهور العديد من الدول والإمارات المستقلّة مثل دولة الطولونيّون بمصر
ودولة الأغالبة بإفريقيّة, وإمارات بني رستم والأدارسة وبني مدرار بالمغربيّن
الأوسط والأقصى.
الخاتمة: عرفت الخلافة
العربيّة الإسلامية أوجها الحضاري خلال الطور الأول من الدولة العباسيّة فما هي
مظاهر أوجها الحضاري؟
|