الجوانب المضمونيّة في الحكاية المثلية
2 –الجوانب المضمونيّة
:
-فضح الفساد الاجتماعي و السياسي و
القضائي السائد في عصره :
أ –الجوانب الاجتماعيّة:
تكشف الامثال مجتمعا بشريّا مقدّم تحت غطاء مجتمع
حيواني تسوده قيم و علاقات متدهورة متمثّلة في
تصدّع المجتمع و الخلاف الذي يسود أفراده : تشير
الصراعات و كثرة الدسائس التي تتأسّس عليها العلاقات بين أفراد الحاشية الى توتر
العلاقات الاجتماعية
انتشار قيم اخلاقية متدهورة : الغيرة و الحسد
+الأنانيّة+ الكذب + الغدر + النّفاق + الوشاية
ب –الجوانب السّياسية :
-كثرة المكائد و الدّسائس : نلمس ذلك من خلال العلاقات القائمة
بين أفراد الحاشية فيما بينهم من جهة و
أفي علاقتهم بالملك من جهة أخرى : دمنة يوقع بشتربة حين أحسّ بمنافسته ايّاه على
الظّفر بالموقع بالموقع الاقرب من الملك .
التكالب على السّلطة : ما قام به دمنة تجاه شتربة
يكشف تكالبا على السلطة و قد استعمل لتحقيق غايته وسائل غير مشروعة .
تدخّل عائلة
الحاكم في الاحكام : أم الملك تحشر نفسها في مسائل قضائية سياسيّة .
التّداخل بين السلطات الثلاث القضائية و التشريعيّة و
التنفيذيّة : الملك رمز السلطة التنفيذيّة يتدخّل في القاضي (سلطة قضائية) بحضوره
جلسة محاكمة دمنة مسار التحقيق و ابداءه رأيه في خطوات البحث .
تغييب أجهزة الدولة مثل مجلس الشّورى
صورة الملك : يبدو ملكا نموذجا للحاكم المتسرّع و
الظّالم و الميتبدّ
ج –الجوانب القضائيّة :
التسرع في توجيه التّهم : اعتبار دمنة مجرما قبل أن
تثبت ادانته لمجرّد اتّهام ام الملك دمنة .
عدم التّحرّي في اختيار الشّهود : الخنزير نموذج
للشّهود الذّين يقرّرون مصيرا قاتما للمتّهم دون أن يكونوا نزهاء في شهادتهم فهو
شاهد زور يتحامل على المتّهم للتقرب من أمّ الملك .
عدم استقلالية القضاء من السلطة الحاكمة : عقد القاضي
مجلسا لمجرّد ادّعاء امّ الملك و بأمر من الملك
= القاضي خاضع لتدخّل السلطة التنفيذيّة و للعائلة
الحاكمة عموما .
صورة المجلس القضائي و عدم احترامه للشّروط الأساسية لانعقاد
محاكمة عادلة : لم يحضر المحاكمة الاّ قاض و أطراف غايتها الإدانة + لم يحضر شهود
أو لسان دفاع عن دمنة ، فالحكم على دمنة سابق لانعقاد مجلس القضاء .
-تأسيس قيم سامية :
أ –قيم اجتماعية :
التعاون : حكاية الحمامة المطوّقة نموذجا لترسيخ فكرة
التعاون بين مختلف الاجناس من أجل مصلحة مشتركة "قالت الحمامة : و لكن نتعاون
جميعنا و نقلع الشبكة ".
الصّداقة : تتجلّى من خلال قبول الجرذ العمل على
انقاذ صديقته الحمامة و صاحباتها .
الإيثار : الحمامة تؤثر صاحباتها على نفسها : قالت
الحمامة داعية الى نبذ الأنانية و لا تكن نفد إحداكن أهمّ ايلها من نفس
صاحباتها" .
استعمال العقل : يعلي ابن المقفع من قيمة العقل اذ
يعتبره عاملا أساسيا لتحقّق علاقات اجتماعيّة مثالية لأن الانسياق وراء العاطفة
كثيرا ما يفرز قيما سلبية كالأنانيّة .
ب –قيم سياسية :
العدل : على الحاكم ان يتحلّى بصفة العدل باعتباره
أساس العمران : و يكون ذلك بمنح حقوق الآخرين و بمساعدة المظلوم .
عدم تدخّل الحاكم في شؤون السّلطة القضائية : سعيا الى
توفير أفضل الظروف حتى يمارس القاضي عمله دون مؤثرات خارجيّة فيكون أقرب الى العدل
.
عدم تدخّل العائلة الحاكمة في شؤون الحكم : أم الاسد
دعت ابنها الملك الى الاسراع في اعدام دمنة دون محاكمة لذلك بدت صورتها في باب
الاسد و الثور مهزوزة .
قوّة الشخصية : يرسم ابن المقفّع جانبا من صورة الملك
المنشود فيدعو الى ان يكون رمزا للقائد المسؤول ، المتدارك لخطئه باتّخاذ القرار
العاجل و الجكيم مثال الحمامة المطوّقة حين قادت صاحباتها ال الشّرك بقرار خاطئ
منها أضهرت قدرة على السرعة في التصرّف و لكن بحكمة لأن قرارها الثاني هو الذي
سيحقّق الخلاص للجميع .
طاعة الحاشية وولائها للقائد الحكيم المتبصّر
ج –قيم قضائية :
حسن اختيار الشهود التّثبّت من صدقهم : بدت صورة
الخنزير مهزوزة لأنه في الحقيقة ليس الاّ نموذجا للشّاهد السّيئ اذ لم تتوفّر فيه
شروط الشهادة و لم يظهر في كلامه ما يدلّ على استعمال العقل .
ضرورة تثبّت القاضي من الأدلّة .
اعتبار المتّهم بريئا حتّى تثبت ادانته .
استقلالية القضاء عن السلطة التنفيذيّة
اعتماد الشهادة المؤسّسة على استعمال العقل و الحجّة
و نبذ كل شهادة أساسها
الافتراض و التّخمين .